أولاد زايد يحتلفون باليوم الوطني الـ45 للإمارات.. حكاية تاريخ مشرف كتبه الأجداد ومستقبل مشرق صنعه الأبناء.. ومسيرة اعتزاز أعاقتها في البداية خيانة قطر وأطماع إيران
تحتفل دبي باليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات المشوقة التي تعكس شعار «روح الاتحاد»، وتستمر حتى الثالث من ديسمبر 2016.
وتتكامل الاحتفالات التي تشهدها دبي مع مجموعة الأنشطة والفعاليات التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري (دبي للسياحة)، بالتعاون مع شركائها الإستراتيجيين وجهات عدة أخرى في مراكز التسوق وأماكن أخرى، بما يعكس أجواء الفرح والمرح، وعبق الأصالة والتراث.
فخر واعتزاز
وتأتي الاحتفالات باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة للتعبير عن الحب والفخر والاعتزاز بدولتنا الغالية، وبمكتسباتها الهائلة في جميع المجالات والميادين، وبقيمها ومبادئها، وبما تمثله من نموذج حضاري فريد ومتطور في التسامح والتعايش، وفي التنمية والتعمير والبناء، كما هو افتخار بالماضي التليد، والحاضر الزاهر، وبما نتطلع إليه من مستقبل مشرق وواعد.
تخفيضات
وفي مبادرة جديدة تعزز من هذه الاحتفالات، تم إطلاق تخفيضات اليوم الوطني الكبرى من الأول إلى الثالث من ديسمبر، وذلك بمشاركة واسعة من مراكز التسوق والمحال التجارية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم: «لا يسعنا بهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا إلا أن نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، وأولياء العهود، ولكل الشعب الإماراتي والمقيمين على أرضها الطيبة».
تنوع ثقافى
وأشار إلى أن الاحتفالات باليوم الوطني الـ45 تضفي أجواء الفرحة بشتى صورها من خلال اعتماد فعاليات تتناسب مع التنوع الثقافي الذي تمتاز به دبي، لا سيما في ظل وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها، وهذا يستدعي تنويع الفعاليات والعروض الترفيهية بما يلبي رغباتهم وأذواقهم، إلى جانب المحافظة على العادات والتقاليد التراثية الأصيلة التي يمتاز بها شعب الإمارات، كما يأتي إطلاق تخفيضات اليوم الوطني الكبرى لتضفي المزيد من أجواء البهجة.
حفل غنائي
ويحيي الفنان حسين الجسمي الحفلة الرئيسة لليوم الوطني في الثاني من ديسمبر ببرج بارك، وذلك في الساعة الثامنة مساء، كما تقدم الفنانة بلقيس ومجموعة أخرى من الفنانين عددًا من أغانيهم الجميلة، وبحضور مجموعة من المؤثرين، وذلك برعاية «إعمار» العقارية، وسيستمتع الجمهور في الأول من ديسمبر بمجموعة من الحفلات الغنائية العربية التي يقدمها فنانون محليون في مراكز التسوّق المختلفة بدءًا من الساعة الثامنة مساءً، ويؤدون فيها الأغاني الوطنية الإماراتية، حيث يقدم الفنان محمد الشحي عرضًا مميزًا في «سيتي سنتر مردف»، وتقدم الفنانة شمة حمدان حفلتها في «دبي فستيفال سيتي مول»، ويوجد الفنان محمد المنهالي في «مول الإمارات» ليقدّم مجموعة من أغانيه الوطنية الشهيرة، كما يستضيف ابن بطوطة مول الفنان حمد العامري، ليمتع جمهوره بالأغاني الوطنية، وكذلك يحلّ الفنان فيصل الجاسم ضيفًا على «ذا بييتش» في الساعة الثامنة والنصف مساء ليحيي أمسية وطنية خاصة.
وسيكون الجمهور على موعد مع الفنان عبدالله بالخير وأريام في تمام الساعة السابعة مساء يوم الجمعة الثاني من ديسمبر في سوق التنين 2. وتشهد القرية العالمية أيضًا في الثاني من ديسمبر حفلات أخرى على مسرح القرية العالمية احتفالًا باليوم الوطني الإماراتي، يحييها الفنانان وليد إبراهيم ومحمد المنهالي، ويبدأ الحفل من الساعة الرابعة عصرًا.
ألعاب نارية
وتأتي عروض الألعاب النارية لتزين سماء إمارة دبي احتفالًا باليوم الوطني، وذلك في الساعة 8:30 مساء من الثاني من ديسمبر في ذا بييتش مقابل جميرا بيتش ريزيدنس، حيث تشهد سماء الإمارة تشكيلات حديثة ومختلفة غاية في الروعة والجمال بألوان العلم الإماراتي، تضفي الفرح على أجواء اليوم الوطني، وتعكس البهجة باستقباله.
وتقام عروض فلوكلورية عدة لفرق شعبية في مراكز التسوق خلال الأول والثاني والثالث من ديسمبر، وتشمل فرقة الأنديمة، وفرقة الليوا، والفرقة العمانية، وفرقة العيالة، وفرقة الهبان، وفرقة العارضة السعودية، وفرقة الحربية، وفرقة الليوا البحرينية، وفرقة النوبان الكويتية.
اليوم الوطني
اليوم الوطني الإماراتي هو اليوم الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كل سنة بذكرى قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة. وكانت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد قد بدأت بإجماع حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين في الثاني من ديسمبر عام 1971 واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم حيث أقر دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها وفى العاشر من فبراير عام 1972 أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد ثم أخذت تندمج تدريجيا بشكل إيجابي بكل إمكاناتها.
خطة زايد
في سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا وإستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968 واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم، وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.
لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها. وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية.
وضع الدستور
أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971، وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 2 ديسمبر 1971 اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي، ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها، ووقع حكام أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.
وخرج أحمد خليفة السويدي -مستشار الشيخ زايد، وقد عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة- ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد. ورفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم "بيت الاتحاد"، وانتخب الشيخ زايد رئيسًا للاتحاد، والشيخ راشد نائبًا لرئيس الاتحاد.
وقد تعرضت دولة الإمارات الوليدة قبيل إعلان استقلالها إلى ضربة من جارتها إيران، حين أقدمت بحريتها في آخر نوفمبر 1971 على احتلال الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.