بالفيديو.. الركود يضرب شركة «بيوت الأزياء الحديثة».. الدولار يغرق السلع.. والركود يصيب محال الملابس.. وباعة: اختفاء الزبائن.. و«الأنتيكات لها ناسها»
يعاني الاقتصاد المصري من حالة إعياء شديدة؛ بسبب ما شهدته السوق المحليــة من ركود في حركة البيع والشراء بعد أن قفزت قيمة الدولار أمام الجنيه حتى تعدى 18 جنيها، فأدى ذلك إلى ظن البعض أن الصناعة المصرية سيعاد إنعاشها مرة أخرى ويلجأ المستهلك لها كبديل عن "المستورد".
لكن السوق المحلية أيضًا لم تسلم من هذه اللعنة فقد أصيبت هو الأخرى بركود شديد مقارنة بالأعوام الماضية، فقلما تجد زبونًا أو اثنين في هذا المحل أو ذاك.
وأجرت عدسة "فيتو" جولة في شركة "بيوت الأزياء الحديثة" التابعة لقطاع الأعمال العام، وما يتبعها من فروع لبيع الأثاث و"الأنتيكات" والمفروشات، وهي شركات "الصالون الأخضر للأزياء وبياضات فريد، وبونتريمولي للأثاث والأنتيكات".
الأنتيكات لها ناسها
معرض بونتريمولي القائم بشارع طلعت حرب، والذي يعود تاريخ إنشائه لأكثر من مائتي عام، ما زال يبدو عليه حتى الآن الطابع القديم كأن الزمن انتقل بك إلى فترة الخمسينات أو أبعد، تحف وأنتيكات يتخطى ثمنها 40 ألف جنيه وكذلك الصالونات والسجاد والمفروشات ترتفع أسعارها بهذا القدر.
وبالرغم من ذلك يؤكد مدير الفرع، فريد شوقي، أن هذا الأثاث ما زال له زبائنه الذين يتوارثون عادة جمع الأنتيكات أبًا عن جد، لكن الترويج لهذه البضاعة يكثر في الخارج عن الداخل ففي مصر هذا النوع من الأثاث يتم تداوله في نطاق ضيق للغاية كتجهيز القصور الرئاسية وقاعات مجلس النواب ومجلس الوزراء، "البضاعة هنا أسعارها مرتفعة لكن لسه طايلها زباينها، أغلبهم من دول الخليج وأوروبا".
شركة الصالون الأخضر
يقع في شارع قصر النيل بالقاهرة، كان قد شهد أعمال ترميم منذ ستة أشهر ونتج عن هذه التجديدات تغير في طبيعة المنتجات التي تحولت إلى بضاعة تتناسب مع "موضة" العصر الحالي، فعن طريق معايشة أجرتها "فيتو" مع بعض العمال بالمعرض والذين ترجع سنوات عملهم بالفرع لأكثر من ثلاثيــن عامًا حتى اكتسبوا هم أيضًا طبيعة وسمة المكان كشركة مصرية قديمة، حيث أكدت إحدى البائعات اللاتي يعملن في المحل: "أنا شغالة بقالى 46 سنة في الشركة وباجى كل يوم من عين شمس".
وأضافت: "الزبائن اختلفت عن زمان.. زمان كان في شياكه وذوق رفيع.. زمان كان في شر أكتر من دلوقتى".
شركة بياضات فريد
هذا الفرع هو الأكثر تأثرًا بحالة الركود التي أصابت المنتج المصري، محلي الصنع، فالمحل حسب قول الباعة، لم يشهد نفس عدد الزبائن الذين كانوا يترددون على الفرع لشراء مستلزمات المنازل من مفروشات وأدوات منزلية، فيقول أحد الباعة: "من وقت ارتفاع الأسعار الزباين قلت جدًا عن الأول أنا هنا بقالي 25 سنة شغال في فرع فريد ده، الحال كان أفضل من كده حتى نوعية الزباين اختلفت واهتماماتهم والخامات اللي بيطلبوها".