رئيس التحرير
عصام كامل

شمس الدين: موت الشعر أكذوبة والدليل قصائد فيس بوك


لطالما أثبت لبنان أنه حجر أساس بشعرائه ومبدعيه في حركة الثقافة العربية منذ قديم الأزل، فمازال يخرج من عبائته شعراء يقدرون ضخامة المشهد الثقافي ويعرفون مدى تأثير وأهمية الشعر والقصيدة في حياة المرء، على الرغم من تقهقر العامة عن الاطلاع على القصائد ومتابعة جديد الشعر.


فنجم الشعراء أفل، إلا أن الشعراء أنفسهم يرفضون تقبل ذلك الواقع ويعتبرونه كبوة عابرة، لا يمكن أن تستمر.. وعلى هامش ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، المقام بالمجلس الأعلى للثقافة، كان لـ "فيتو" حديث مع الشاعر اللبناني الكبير محمد على شمس الدين، حول أهمية الملتقى والشعر بشكل عام في زماننا الحالي.

أكد شمس الدين الدور الكبير الذي يلعبه الملتقى، وأرجع تلك الأهمية لعدة أسباب، أولها تحريك الرموز العربية تجاه الشعر، إضافة إلى أن طرح شعار "ضرورة الشعر" هو إشكالي بمعنى هل الشعر ضرورة أم غير ضرورة، قائلا: "أنا لست مع الأصوات التي تنادى بموت الشعر أو بهامشيته وهى أصوات ارتفعت في أوروبا وتمدد صدها إلى العالم العربي، فنحن نملك إبداعا شعريا كبيرا وعظيما ولكن ما زال هذا الحقل منسيًا وغير مرئي فلسفيا ونقديا".

منافسة الرواية والشعر
اعتبر شمس الدين أن المقارنة بين الشعر والرواية غير ممكن، قائلا: "لا أرى أن الرواية يمكن أن تقارن بالشعر، فالرواية فن جميل وحديث وخاص بمعنى أن السرد والشخصيات والعوالم كلها من عناصر الرواية، في حين أن الشعر برق في اللغة ويكشف الوجود في لحظة من اللحظات مثل برقة تضيء لك البحر، فهو فن آخر مختلف وإذا كان قول الحقيقة له طريقة، فطريقة قولها في الرواية تختلف عّن القصيدة، لذلك لا مجال للمقارنة نهائيا بين الرواية كفن رائج أو غير رائج وبين الشعر كفن مختلف".

وأكد أن كل الروائيين يعتبرون الشعر هو القمة، وهو ما يؤكده الروائي الراحل نجيب محفوظ وغيره من الروائيين الذين كتبوا سيرهم الذاتية بطريقة شعرية.. مؤكدًا أن الشعر الحديث موجود بقوة على الساحة، بدليل القصائد التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك".

الثقافة والحكام
عن علاقة الثقافة بالحكام، أكد شمس الدين أن الشعوب متى ما أرادت أن تتجاوز حكامها، فتفعل ذلك عن طريق الشعر والإبداع والفكر، لأن الشعراء بطبعهم متمردون لا يعرفون للرضوخ سبيل، بخلاف عامة الشعب أو الطوائف الفكرية.

واختتم شمس الدين حديثه لـ "فيتو" بأن أقرب القصائد إلى قلبه هي قصيدة "دموع الحلاج"، فيما يأتي الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور بمثابة الشاعر المفضل في قلبه.

الجريدة الرسمية