لماذا استغاث نتنياهو بأردوغان وليس بالسيسي؟!
في الدقيقة الأولى من الحرائق في دولة العدو الإسرائيلي استنجد الإرهابي نتنياهو بأردوغان قبل أن يفكر بالاستغاثة بباقي الدول التي كانت اليونان وقبرص وروسيا وإيطاليا ثم كرواتيا على التوالي.. وظل الأمر كذلك أربعة أيام كاملة يستغيث نتنياهو يمين العالم ويساره ولا يفكر في مصر حتى جاء اليوم الرابع وانتشرت أخبار عرض مصر مشاركتها في إطفاء الحريق..
حتى اللحظة فلا يوجد خبر مؤكد بشكل حاسم وقاطع عن مشاركة مصر.. ففي الثانية من بعد ظهر الجمعة صرح المتحدث باسم مجلس الوزراء الإسرائيلي بأن مصر والأردن عرضتا المساعدة في الإطفاء وأن رئيس الوزراء نتنياهو وافق على العرض.. وفي العاشرة مساء من اليوم نفسه تداول النشطاء على "فيس بوك" ومعهم عدد من المواقع زنكوغراف لبيان من سفارة إسرائيل بالقاهرة تشكر فيها الحكومة المصرية على مساهمتها في إطفاء الحرائق وبالنظر إلى توقيت نشره لاحظنا أنه منذ 6 ساعات أي في الرابعة من عصر الجمعة، أي بعد ساعتين فقط من موافقة نتنياهو على العرض المصري فكيف يمكن في ساعتين أن توافق إسرائيل وتبلغ مصر ثم ترسل مصر قوات الإطفاء وتشارك وتعود؟ هذا مستحيل بأي حال إلا أن الصورة يظهر فيها المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد ونفى ضمنيًا بقوله "ليس لدى علم بمشاركة مصر في الإطفاء" !
على كل حال.. لا مقارنة أصلا بين من طلبت منه إسرائيل في أول دقيقة إنقاذها وبين من دارت حوله الشائعات لمشاركته في اليوم الرابع، حيث تبدو الثقة كبيرة في الأول والشك والتوجس من الثاني.. فإسرائيل لا تأمن لطائرات مصرية أن تحلق في أجواء فلسطين المحتلة، حيث لا تثق في عودة الطائرات -حتى لو كانت طـائرات إطفـاء-بصور وأفلام للداخل الإسرائيلي، والدليل أن عربات إطفاء السلطة الفلسطينية أرسلوها بالكامل للمدن العربية ولم تدخل منهم عربة واحدة أو جندي واحد لأماكن يهودية!
على فرض مشاركة مصر يقول بعض الخبراء إنه ربما تكون مصر عرضت المشاركة ليس لانتقاد العالم لصمتها ولا لغياب البعد الإنساني لديها إنما خوفًا من وصول النيران إلى مفاعل ديمونه عندئذ ستكون مصر نفسها في خطر.. هكذا قال أحد الخبراء وبعيدًا عن صحة رؤيته إلا أن تجربة شبيهة حدثت في روسيا في حرائق الغابات التي تحدثنا عنها أمس والتي وصل دخانها إلى العاصمة موسكو رغم الاتساع المهول لمساحة روسيا التي تزيد على 17 مليون كيلو كأكبر دولة في العالم ومع ذلك سارع السلطات لحماية الأسلحة النووية من النيران، فقامت القوات المسلحة الروسية بشق قناة مائية بطول 5 أميال في مدينة ساروف.
وقال المستشار النووي للرئيس الروسي إن المواد المتفجرة والمشعة تم نقلها كإجراء احترازي وأقــال الرئيس الروسي وقتها ديمتري مدفيديف عددًا من قادة الجيش، متهمًا إياهم بالتقصيــر في مواجهة الحــــرائق في بدايتــها، وذلك بعـــــــد أن وصلت النيران لقاعـدة عسكــرية قريبـة من العاصمــة وقــدرت الخســائر بمليارات الـدولارات !
وبالتــالي الرعب من أن تطول النيــران الهيئات النــووية وارد حتى في دولة عظمى متفوقة نوويًا رغم استغاثة روسيا وقتها بدول العالم وأولهم ألمانيا وفرنسا وبولندا وغيرها.. لا نقول هنا إن المشاركة صح أم خطأ إنما نقول المنطق الذي بسببه قد تخشى مصر على حدودها..
بالمناسبة لو انفجر مفاعل ديمونة لن تتأثر تركيا لبعدها عن المفاعل القريب من الحدود المصرية، ومع ذلك سيذكر التاريخ أن أول من استغاث به نتنياهو هو أردوعان وأول من هب للذهاب إلى إسرائيل كان أردوغان.. ليس لتحرير الأقصى الشريف، إنما لإنقاذ إسرائيل ورئيس وزرائها الإرهابي نتنياهو!!