رئيس التحرير
عصام كامل

«داعش» يحذر أتباعه من استخدام المحمول خشية الاستهداف


حذر تنظيم داعش في العراق، أنصاره من استخدام الهواتف الذكية التي تتصل بشبكة الإنترنت، خوفًا من عمليات الاختراق والاستهداف التي يتعرض لها التنظيم مؤخرًا.


وأكد التنظيم في العدد رقم 56 من مجلة النبأ التابعة له، أن المحمول من أكثر وسائل الدول الغربية التي وصفها بـ"الصليبيين" لتتبع ورصد عناصر داعش تمهيدًا للتخلص منهم، بالتعاون مع من اسماهم بـ"الجواسيس البشرية".

وأشار داعش إلى أن هذه العملية تتم من خلال 4 مراحل؛ الأولى تحديد الهدف عن طريق برامج التواصل المختلفة مثل "واتس آب" و"تليجرام" و"سكايب"، باستخدام أبراج اتصالات وهمية IMSI CATCHER تتعرف بسهولة على رقم IMEL ورقم الـ MAC الخاص بالهاتف المحمول عند اتصاله بشبكة الإنترنت، لتبدأ مرحلة جمع المعلومات عن صاحب الهاتف، ثم مرحلة متابعته، حيث يمكن للبرج الوهمي أن يصل إلى أي هاتف في منطقة تغطيته، وتحديد مكانه باستخدام أجهزة التتبع اللاسلكي بأنواعها المختلفة، البسيطة التي تعمل بأسلوب الحسابات المثلثية وقوة الإشارة المحسوسة RSSI أو الأكثر تعقيدًا التي تعتمد على Doppler DDF - Direction Finder أو الأكثر دقة التي تعتمد على توقيت وصول الموجات للمستقبل Time of Arrival - TOA.

وأشار تقرير مجلة النبأ إلى أن عملية مراقبة الهدف يشترك فيها الطيران النهاري والليلي مع "الجواسيس الأرضيين"، محذرًا الدواعش من استخدام السيارة، وعدم الخروج المتكرر من البيت والمقر في أوقات منتظمة كل يوم.

وأما عن المرحلة الرابعة والأخيرة، وهي مرحلة ضرب الهدف فإنها تتم بعد معرفة معلومة دقيقة عن موقع يترددَ عليه عضو التنظيم الذي تتم مراقبته، وذلك من خلال تحديد موقع الهاتف وتأكيد "جاسوس أرضيّ" شخصية الهدف، لأن اغتيال شخص غير الشخص المطلوب سيؤدي إلى اتخاذ احترازات أمنية من قبل العاملين معه وحوله، وهو ما يضيّع على المراقبين فرصة الوصول إلى الهدف مرة أخرى.

وأوضح تقرير مجلة النبأ، أن الهواتف الأكثر ذكاء هي الأكثر خطورة، وأن جهاز التقاط الصوت "الميكروفون" يمكن أن يسبب ضررًا أكثر من "الكاميرا"، وأن الكاميرا قد تتسبب بضرر أكثر من الـ"جي بي أس".

ووجه التقرير نصيحة إلى عناصر التنظيم تحت عنوان: "دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع" قائلًا: "أخي المجاهد، أنت في غنى عن هذه السلسلة من الخطوات، ادفع قليلًا من عاداتك ثمنًا لأمنك وأمن الإخوة الذين تعمل معهم"، مؤكدًا أن كثيرًا من "الإخوة" الذين يخشون أن يقابلوا ربهم وهم على معصية قد توقفوا عن استخدام الهاتف كليًّا منذ سنين.

واختتم التقرير بنصيحة للدواعش بعدم استخدام البرمجيات المشهورة للتواصل، واستبدالها ببرامج أكثر أمانًا وتوفر تشفيراَ جيدًا، ولا تربط بين حسابات الاتصال والهاتف المحمول، مثل استخدام برنامج Conversations مع تشفير OMEMO، وذلك كله في حالة الضرورة القصوى فقط، مع ضرورة عدم تشغيل الهاتف بعد الانتهاء من الاتصال، مشددًا على أن "المعصية الأكبر" هي تشغيل الهاتف في أحد مقرات التنظيم، مما يؤدي إلى مقتل صاحب الهاتف أو المحيطين به.

الجدير بالذكر أن التنظيم أصدر منشورًا منذ 10 أيام، أوضح فيه أخطار الهاتف المحمول على من أسماهم بـ"المجاهدين" حمل عنوان "المعصية المستعصية"، أمرهم فيه بعدم استخدام الهاتف، مؤكدًا أن الذين امتثلوا الأوامر هم الذين حافظوا على أنفسهم و"إخوانهم" ودولتهم المزعومة، وهو ما يكرر التنظيم مطالبة أنصاره بالالتزام به اليوم.
الجريدة الرسمية