رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. أسيوط تودع شهداءها الأربعة.. محمود السيد: الإرهاب أكذوبة للنيل من العزائم.. والدة مايكل: «مع السلامة يا بطل»..المسجد والكنيسة دعوة واحدة ضد الإرهاب


ودعت محافظة أسيوط، مساء أمس السبت، 4 شهداء من خيرة شبابها، بعد أن طالتهم يد الغدر في سيناء أثناء قيامهم بأسمى واجب بالدفاع عن البلاد ضد عناصر الإرهاب الغاشمة، ليدفع أبطال القوات المسلحة حياتهم ثمنا لتأمين شعب طالما اعتبر جيشه حصنا منيعا ضد المخربين. 

بطولة خالدة 

ربما كانت الأيام الأخيرة لشهداء أسيوط الذين كانوا من بين شهداء الهجوم الغاشم على كمين غاز السيل بسيناء، لكن القدر اختار أسماءهم لتخليدها في سجلات البطولة الوطنية. 

سيدات ثكلى ملامحهن بدت عليها المرارة وصراخ قلوبهن يغطى على ترديدات الرجال المكلومين للشهادة أثناء تشييع الجثامين حين تراهم تشعر وكأن الأعين ابيضت من حدة الحزن.. وما بين أم جريحة وأب مكروب ورفيق يئن، ودع أهالي محافظة أسيوط اليوم 4 جثامين لأبناء المحافظة الذين استشهدوا أمس الأول الخميس، إثر هجوم إرهابي بسيارة مفخخة على كمين الغاز بقرية السبيل بمدخل مدينة العريش. 

استقبال الشهداء 

رصدت فيتو في التقرير التالى أصعب اللحظات التي مرت في المشاهد الجنائزية المهيبة في توديع 4 شباب من أبناء المحافظة منذ وصول الجثامين لمطار أسيوط الدولى، وحتى تشييعهم لمثواهم الأخير كل في مسقط رأسه وخاصة أن عددا من أهالي الشهداء علم بالفجيعة عبر مندوبين أرسلتهم المحافظة لإبلاغهم بالواقعة وذهبوا منذ فجر أمس السبت لانتظار الجثامين بالمطار.

حمل الجنود أجساد رفاقهم لإنزالها من على متن الطائرة الحربية وتسليمها لذويها غير مبالين أن يكون مصيرهم نفس المصير وكان في استقبالهم دموع رجال كاظمين أصواتهم، وجاورهم في أحد جنبات المطار المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط وعدد من القيادات الأمنية ورجال الدين يقدمون لهم العزاء جابرين خواطرهم بأن مصر كلها تقف معهم طالبين منهم الصبر في نكبتهم، مشددين على أن القوات المسلحة لن تتهاون في حق أولادهم وستضرب بكل قوة للقضاء على هذه الفئة الضالة طالما تحاول العبث بأمن واستقرار البلاد.

وحدة ضد الإرهاب
 
وبين مسجد وكنيسة كانت الصلاة إلى الله، والدعاء بأن يتقبل الله عنده الشهداء الأبرار.

لعل المشهد الأبرز كان في جنازة الشهيد مايكل كرمى نخنوخ حين حمل جثمانه من الكنيسة الإنجيلية بالوليدية سقطت والدته وسط الجموع مغشيا عليها بعد عدة صرخات تحمل فيها نجلها البطل السلامة قائلة "سلامتك يابنى.. مع السلامة يا بطل.. كنت خدت أمك معاك".
 
كان مشهد شاب آخر يتذكر فرحة شقيقه بعد عودته بشهادة تكريم من قائده في القوات المسلحة، ومازال يحمل كلماته قبل رحيله وقوله " بأن الإرهاب أكذوبة للنيل من العزائم وما زال يحلم بأن يعود شقيقه محمود السيد على المتفوق بكلية الحقوق ليعمل مدرسا راجيا منه أن يذهب في نفس موضعه في الخدمة العسكرية بسيناء.

اللحظات الأخيرة 

لم يختلف الأمر كثيرا في عزبة خلف بمركز أسيوط حين حمل الرجل في القرية الصغيرة جسد الشهيد الثالث، عرفات السيد الذي تخطى العشرين بعامين.. وكانوا حقا مستعدين وأهله لاستقباله منذ يومين ولكن الموقف تغير حيث انتظر الأهالي عودة الابن الأخيرة من خدمته إلى بلدته ليبدأ حياته من جديد فلم يكن يتبقى على استلام شهادته سوى أيام قليلة. 

دعاء وترانيم
 
فيما امتلأت الكنيسة الصغيرة بالقرية البعيدة التابعة لبويط بساحل سليم بالرجال والنساء بالأقباط والمسلمين لتوديع فادى فايق ابن 21 عاما وتسابق الجميع في حمل "الكرب" وجرى الجثمان لتلك الحياة ووداع أحبائه وتخالطت شهادة "لا إله إلا الله" بترنيم " الرب يعزينا" لا تعلم وأنت تشاهد المشهد إن كان المتوفي مسلما أو قبطيا فكلهم جمعتهم الشهادة في سبيل وطن استأمنهم على عرضه فوفوا. 

بنهاية يوم لن تمحوه الأيام، ودع الأهالي أجساد الشهداء الأبرار وودع الجيران الآباء والأمهات، وربما كان الوداع لأجساد لكن تظل أرواح الراحلين باقية لكونهم شهداء «أحياء عند ربهم يرزقون». 

بدورها، قدمت محافظة أسيوط أربعة من أبنائها شهداء للوطن في الحادث الإرهابي الغادر وهم الشهيد الجندى محمود السيد على عباس - مركز ديروط والشهيد الجندي مايكل كارمي أخنوخ – الوليدية حي شرق مدينة أسيوط والشهيد الجندي عرفات السيد محمود – عزبة خلف راشد مركز أسيوط والشهيد الجندي فادي فايق حنا – بويط ساحل سليم.
الجريدة الرسمية