رئيس التحرير
عصام كامل

كاسترو مات


هذا الرجل قهر أقوي قوة في العالم وهي الولايات المتحدة.. اتحد مع رفيقه جيفارا، ومجموعة من الشباب الكوبي ليقوم بثورة ضد الديكتاتورية والظلم والتبعية.. وعلي مدى نصف قرن حاربته أمريكا بكل الطرق والوسائل والأسلحة مستهدفة التخلص منه ومن ثورته ولكنها فشلت..


جمعت مجموعات من الكوبيين ومولتهم ودربتهم وسلحتهم ودفعت بهم مع خبراتها لغزو كوبا وهزمهم كاسترو.. جربت العديد في محاولات لاغتياله كان أشهرها اغتياله بالسم ونجا من كل هذه المحاولات.. ثم فرضت حصارا اقتصاديا على كوبا شديد الصرامة مع الدول الغربية، وصمد كاسترو وأعاد بناء اقتصاد بلاده.. وحتى بعد أن تلاشي وانتهي الاتحاد السوفيتي في التسعينيات من القرن الماضي، الذي كان يدعم كوبا لم تهد عزيمة كاسترو واستمرت بلاده صامدة في مواجهة الحصار الاقتصادي المفروض على بلاده.

وقد مد الله في عمر الرجل ليري كيف انتهى الأمر بالقوة العظمي للاعتراف ببلاده وإعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، والسماح بزيارة الأمريكيين إليها.

إن هذا الرجل مثل رفيقه جيفارا أسطورة.. أسطورة ثورية.. أسطورة وطنية.. أسطورة صمود في مواجهة قوي الشر والظلم.. ولولا مساندة الشعب الكوبي له ما أصبح أسطورة هكذا.. فالثوري مثل السمك لا يعيش خارج المياه، ولا ينجح إلا بمساندة ودعم الشعب.. وهذا هو الدرس البليغ الذي قدمه كاسترو بحياته لكل الثوار، وقدمه أيضا جيفارا بموته.
الجريدة الرسمية