رئيس التحرير
عصام كامل

أين يقف الله.. وحرائق الكيان الصهيونى!؟


أين يقف الله..!؟ الجميع يدعو الله بتحقيق الأمانى، والأمانى هنا عادة متعارضة، على سبيل المثال في مباريات الكرة تجد الدعاء والتضرع للسماء بالنصر، كلا الفريقين يفعل ذات الفعل، في الحروب مع الصهاينة تجد العرب سواء مسلما أو مسيحىا يدعو بالنصر على أعداء الإنسانية الصهاينة.. وعلى الجانب المقابل تجد الحاخامات يقودون الجنود في الدعاء لنصرهم على مدعى الإيمان-العرب- والقضاء عليهم وشرورهم!


أين الله من هذا وذاك؟ دعنا نتجاهل أصحاب الأديان البشرية مثل البوذية والسيخ..إلخ، الجميع ينتظر مائدة من السماء، سواء كانت نصرا في حرب، أوفوزا في مباراة كرة، أو موقفا فيه مواجهة بين طرفين كلاهما يدعى أنه الأقرب للسماء أو الأكثر إيمانا من الآخر!؟

بداية لا يوجد تفويض من السماء لأحد للحديث عنها في كل موقف يحدث على الأرض، ثانيا الأمر الذي جعلنى أتعرض لهذا الموضوع هو موضوع الحرائق التي تجتاح الكيان الصهيونى عدة أيام، نحن العرب فرحنا وصفقنا ودعونا الله أن يحرقها تماما، والتبرير هو أن السماء عاقبت الصهاينة بعد وقف الأذان في القدس، والطريف أن الحاخامات الصهاينة خرجوا يعلنون أن السبب الحقيقى للحرائق غضب السماء عليهم لأنه اخترقوا حرمة يوم السبت!

ياترى.. السماء كانت مع العرب الذين يرون غضب السماء من أجل منع الأذان ام مع المعسكر المواجه وأن السماء عاقبت الصهاينة للتجاوز مع حرمة السبت الصهاينة اليهود في الكيان الصهيونى؟!.. للعلم عندما حدث قرار المنع للأذان في القدس كتبت يومها، أن منع الأذان لن يضيع الإسلام ولا فلسطين، ولكن سيضيعها العرب!

إذن أين الله؟ أين الله من دعاء العرب والمسلمين الكسالى!؟ أين الله ليحمى -كما يردد الصهاينة- شعب الله المختار!؟ أين الله؟ ولماذا يترك الناس تعبد بوذا والبقر والسيخ وغيرهم من دونه!؟ أين الله الذي يترك الضعفاء نهبا للأقوياء وأصحاب السلطان!؟

أعود إلى أن الله لوكان يعاقب الصهاينة فأين كان عقابهم من السماء عندما ذبحوا وأحرقوا القرى الفلسطينية في حرب 48؟ أين كانت السماء في كل مذابح الكيان الصهيونى على مدى عشرات السنين ليس في فلسطين فقط، في قتل الأسرى المصريين ودفنهم أحياء، مذابح أطفال مدرسة بحر البقر، وصابرا وشاتيلا وغزة، والغدر بالطفل محمد الدرة....إلخ، أين كانت السماء عندما أحرق الكيان الصهيونى المسجد الأقصى؟

وأيضا أقول للحاخامات، ولماذا تتذكر السماءعقاب الكيان الصهيونى اليوم، لأنه تجرأ على قدسية السبت والصهاينة كما تزعمون وهم الذين تجرؤوا على الإنسانية، عندما قتلوا وذبحوا وحرقوا واغتالوا وسرقوا واغتصبوا بلدا كاملة وشردوا شعبا كاملا!؟

مايحدث في الكيان الصهيونى ليس عقابا على منع الأذان، ولا للتجرؤ على السبت ولكن لأننا مجتمعات متخلفة نهرب من تخلفنا ونتعلق بالسماء، لن ينصرنا الله أو يجعلنا نتقدم حتى نكف عن الغوغائية الدينية والكذب والتواكل والكسل، إننا نتجاهل كل الأسباب التي تدعم التقدم والنجاح، الغرب الذي نتهمه بالكفر يتقدم في جميع المجالات ليس لأنه مؤمن، ولكن لأنه يأخذ بالأسباب فينال النجاح تحت عين ورعاية السماء، نحن طوال النهار وأحيانا الليل نذكر بعضنا البعض بفعل الأذكار والأعمال الطيبة التي تقربك للجنة، ولكن لا نحث بعضنا البعض على العمل والاجتهاد بدل حكاوى المقاهى التي تبدأ بسب ولعن البلد والحكومة والدنيا كلها، ويصرف ما تيسر له من مصروف اقتنصه من أسرته المسكينة!

منع الأذان لن يضيع الإسلام ولا فلسطين، ولكن سيضيعها العرب والمسلمين بتكاسلهم وتواكلهم وابتعادهم عن السماء بعدم الجدية، وأخذ الأسباب أهمها العمل والتخلى عن الكذب والدجل والادعاء بأن الله معنا، وعلى الكافرين -حسب زعمهم-.. والأولى أن ناخذ بالأسباب حقا، ونصبح مؤمنين بقيمة العمل والعلم، فينصرنا الله فيما اجتهدنا فيه.
الجريدة الرسمية