أقارب الشهيد محمود عباس: قوته البدنية أهلته للالتحاق بالصاعقة
اتشحت قرية الرياض بديروط في محافظة أسيوط بالسواد، عقب استقبال نبأ استشهاد أحد أبنائها في هجوم إرهابى مسلح على كمين غاز السبيل بمدينة العريش أمس.
وسادت حالة من الحزن والأسى بين أهالي القرية والقرى المجاورة، لما يتمتع به الشهيد محمود السيد على عباس 24 سنة من دماثة خلق، وتحمل مسئولية منذ توفى والده قبل عامين، فهو الأخ الأكبر وعائل الأسرة.
وقال محمد توفيق أحد أقارب الشهيد: إن محمود كان يتمتع بقوة بدنية كبيرة، لذلك تم اختياره ضمن فرق الصاعقة، وتم تكريمه بالقوات المسلحة، ونال شهادة تقدير منذ 3 أشهر عن أدائه في الخدمة العسكرية، ولم نكن نتوقع ذلك الخبر المشئوم خاصة مع تكرار كلام محمود عن الأمان بالمنطقة، وأن كل ما يقال ما هو سوى أكاذيب لإضعاف نفوس المجندين.
وأضاف توفيق أن الشهيد تخرج في كلية الحقوق بتفوق وتقدير عال، ونظرا لضيق حال اليد وقلة الوظائف كان يعمل كمدرس لبعض طلاب القرية لمساعدة عائلته وأهالي القرية، وكان يحلم بأن يعود ويكمل المسيرة في التدريس، خاصة أنه لم يتبق على انتهاء خدمته العسكرية سوى أيام قليلة، وكان من المفترض أن يتسلم شهادته في ديسمبر المقبل، ولكن القدر لم يمهله حتى يحقق ما تمناه، ونالته أيدي الإرهاب، مشيرًا إلى أن والدته مريضة وما أن سمعت النبأ حتى دخلت في حالة انهيار عصبى تام.
كان آخر ما كتبه الشهيد عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك "باختصار ؛ إن لم تكن قريبًا من الله، فأنت بعيد عَن كُل شيء.. اللهم قربنا إليك"، وأخرى "يارب هون الأيام".
الجدير بالذكر أن مطار أسيوط الدولي يستعد لاستقبال 4 جثامين لشهداء أسيوط الذين استشهدوا مساء أمس إثر هجوم إرهابي بسيارة مفخخة على كمين الغاز بقرية السبيل بمدخل مدينة العريش، تبعه هجوم مسلح من العناصر الإرهابية.