ادعموا روسيا فورا يا عرب !
فضيحة مدوية بكل المعايير والمقاييس.. فيوم الأربعاء أمس الأول أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا يعتبر وسائل الإعلام الروسية المتمثلة في عدد من المؤسسات يبدو في مقدمتها فضائية "روسيا اليوم" ومعها موقعها الإلكتروني كذلك وكالة أنباء "سبوتنيك" وموقعها الإلكتروني وإذاعتها.. القرار يعتبر أن خطر الإعلام الروسي يتساوى مع خطر داعش ! ويدعو لمصادرته وحصاره والتصدي له !
المتحدثة باسم الكريملن وباسم الخارجية الروسية أدانوا القرار ووصفه الرئيس بوتين بما يليق به.. لكن بعد عشرات السنين من مزاعم الحرية وحرية التعبير والرأي ومستلزماتها من حرية الاعتقاد والانتقال والتملك وحرية تداول المعلومات وحف الرأي العام في المعرفه ومزاعم الإيمان بفكرة المنافسة تكشف أوروبا عن وجهها الحقيقي القبيح وتسقط في أول منازلة حقيقية من موقعين أساسيين فقط رغم كل وسائل وفضائيات ووكالات الأنباء الأوروبية التي تمتلك قدرات مالية هائلة حتى أن لكل دولة من دول الاتحاد الأوروبي أكثر من فضائية بمواقعها وظهيرها الصوتي من إذاعات تبث بالتوازي مع البث المرئي!
سقطت أوروبا بسقوط قدس أقداس النظم الرأسمالية وهي حرية الرأي والتعبير والمنافسة.. صدمة في الغرب من تمدد الإعلام الروسي واكتسابه كل يوم أرضًا جديدة.. فحتى وقت قريب كنا ننصح الأصدقاء بمتابعة "روسيا اليوم" وإذا بها بعد أشهر ترعب أوروبا التي لا تخشى فقط من ضياع نفوذها في المنطقة العربية ومصر في القلب فقط وإنما أيضًا تخشى على نفوذها داخل أراضيها حتى القرار الأوروبي الأحمق يتهم أحزابًا أوروبية بتلقي دعم مباشر من روسيا وهي تهم بالعمالة والتخابر بغير تفكير ولا نعرف سر الهدوء ضدها حتى الآن هناك.. ما نعرفه أن رد الفعل العربي صادم.. فلا وزارات الإعلام أو ما يوازيها انتفض لدعم روسيا الداعمة الدائمة للقضايا العربية ولا وسائل الإعلام العربية ذاتها انتفضت ضد قرار يخالف أبسط مبادئ المهنية الحقيقية وإن مر بغير مواجهة سيكون خطرًا على الجميع..
انتفضوا يا عرب وادعموا روسيا التي تخوض لوحدها حربًا شرسة ضد ذراعها الإعلامية ولكن الهدف هو نفوذها السياسي المتصاعد الذي يعيدها من دولة كبرى إلى دولة عظمى وهو ما نريده.. ولا يدعمها إلا بعض المؤسسات الإعلامية في سوريا ولبنان.. وإن كنتم لا تريدون دعم روسيا فانتفضوا وقفوا إلى جانب الحق والموضوعية ضد من يساندون أعداءنا ويزورون الأحداث والوقائع ضدكم ويشنون حملات الكراهية ضدنا كل يوم.. انتفضوا للموضوعية وللحرية وأعلنوا تضامنكم مع وسائل إعلام نجحت وتصدرت ومن مصلحتنا أن تبقى في الصدارة.. انتفضوا وأدركوا أين تكون مصلحتكم ولو لمرة واحدة.. يرحمكم ويرحمنا الله !