رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «الوحش» قبر المهاجرين اللاتينيين للولايات المتحدة


مئات المهاجرين من جواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا يخاطرون بحياتهم، ويعيشون في جحيم لعدة أيام على ظهر قطار متهالك لنقل البضائع يعرف باسم لابيستا "الوحش"، في ظروف جوية صعبة للوصول إلى الحدود المكسيكية، وإذا حالفهم الحظ وكتبت لهم الحياة تتلقفهم عصابات التهريب، التي تتولى نقلهم إلى داخل الولايات المتحدة الأمريكية مقابل آلاف الدولارات.


ويستخدم قطار لابيستا "الوحش" في نقل البضائع والبترول والحديد، وتديره شركة قطارات الشحن المكسيكية ويشتهر بعدة أسماء من بينها قطار الموت "ترين دي لا مورتي"، وقطار المجهول "ترين دي لوس ديسكوندوس" ويستخدمه ما بين 400 و500 ألف مهاجر غير شرعي سنويا، معظمهم من دول أمريكا الوسطي خاصة السلفادور وجواتيمالا وهندوراس ونيكارجوا ويشكل النساء والأطفال 30% منهم.

ويلجأ المهاجرون الفارون من الوضع الاقتصادي المتدهور في بلادهم، والفقر والدمار الناجم عن الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير إلى استخدام قطار الموت، رغم خطورته كوسيلة سفر رخيصة بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أنه يجنبهم المرور عبر نقاط التفتيش المكسيكية، التي يصل عددها إلى أكثر من 48 نقطة من الحدود الجنوبية إلى الحدود مع الولايات المتحدة.

ويقطع القطار خلال رحلته من محطة "إرياجا" في إقليم تشيباس، إلى الحدود الشمالية مسافة 1450 ميلا مرورا بمحطة "ليشيريا" في العاصمة «مكسيكو سيتي» التي تعتبر في منتصف الرحلة.

ويتعرض العشرات من ركابه لحوادث يومية تنتهي غالبًا بالموت، أو ببتر الأطراف أو الإصابة بعاهة مستديمة بسبب النوم الذي يغالبهم فوق ظهر القطار لطول الرحلة.

وتحدث معظم الحوادث غالبا أثناء الليل ويعثر المزارعون المكسيكيون في الصباح، على الضحايا على طول خط سير القطار إما جثثًا مقطوعة الرأس أو أشخاصًا على قيد الحياة ويحتاجون إلى بتر الأطراف لإنقاذهم.

ويقول الناشط الحقوقي المكسيكي "جوزيف سورنتينو"، إن الإحصاءات الخاصة بضحايا القطار الوحش "مروعة"، ومعظمهم يتعرض للموت أو بتر الأطراف أو الخطف والسرقة، من عصابات مكسيكية منتشرة على طول خط القطار، ومن بينها عصابة "زيتاس" المسئولة عن اغتصاب 60% من النساء المهاجرات على متن القطار بعد اختطافهن.

ويشير "سورنتينو" إلى أن 80% من المهاجرين يتعرضوا للسرقة، وبعضهم يتعرض للخطف ولا ويتم الإفراج عنه إلا بعد دفع فديه لا تقل عن 2500 دولار أمريكي.

وتطالب منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة والمكسيك وجواتيمالا بإيقاف "الوحش"، بعد أن تحول إلى جحيم حقيقي للمهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن الحلم الأمريكي.

وتقول اللجنة الوطنية المكسيكية لحقوق الإنسان أن أكثر من 11 ألفا و333 مهاجرا تعرضوا للاختطاف على متن قطار الوحش، خلال الأعوام الأربعة الماضية ومعظم الحوادث وقعت على خط سير القطار في أقاليم تشياباس وأواكساكا وتاباسكو وفيراكروز وتاماوليباس.
الجريدة الرسمية