«بروتوكولات حكماء صهيون» فضيحة توثق إرهاب دولة الاحتلال
بعد اندلاع الحرائق في أماكن متفرقة بإسرائيل وتشكيك بعض مسئولي دولة الاحتلال الصهيوني في كون الأسباب مردها إلى الطبيعة، مرجحين أن الحرائق بفعل فاعل بتحليلات مفادها أن المسئولين عن بناء المستوطنات أشعلوا الحرائق بعد دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن: إسرائيل إلى الانصياع للدعوات المتكررة لوقف البناء غير القانوني للمستوطنات، لتكون الحرائق بذلك حجة لفتح باب الاستيطان مجددًا ليبقى الإسرائليون هم المستفيدون دومًا، حتى من الكوراث.
وأمام الحوادث الإسرائيلية المتكررة تستعيد الأحداث التاريخية مجددا إلى الأذهان كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، الذي يدل دومًا على تجارة دولة الاحتلال الدائمة بكل ما تتعرض له لصالح أحلام التوسع والسيطرة، والعمل على سحق هوية الآخر أملا في قيام دولة شعب الله المزعومة.
صحة الكتاب
فهناك من يرى الكتاب حقيقي وله أصول تاريخية حقيقة كونه خطة يهودية للسيطرة على العالم، بينما يرجح تيار معارض أن النازية استعملت أسطورة الكتاب في حملاتها ضد اليهود وفي الهولوكست، وهو ما تؤكده المؤرخة الأمريكية نورا ليفين، بالقول إن هتلر استخدم البروتوكولات كحُجة لإبادة اليهود فقد ورد ذكر البروتوكولات في كتاب كفاحى، حيث كتب هتلر "إن البروتوكولات تظهر بشكل واضح بأن تاريخ اليهود مستند إلى الأكاذيب والتزوير وهناك مخاوف حقيقية من نشاطات اليهود وأهدافهم".
"الأصل الأدبي"
يرى البعض أن أصل أسطورة الكتاب تعود إلى إلى رواية مسلسلة فرنسية من القرن ١٩ للكاتب أوجين أوسو، حيث قال عنها الروائي الإيطالي "إمبرتو أكو" "أن البروتوكولات تكشف عن أصلها الخيالى لأنها غير قابلة للتصديق إلا في قصص سو التي كان يعبر فيها "الأشرار" بطريقة ملحوظة ووقحة عن مؤامراتهم وخططتهم... نحن لدينا طموح بلا حدود، وطمع شديد، نحن نستبسل ونتقاتل نحو انتقام صارم وبذلك نحترق من شدة الكراهية".
"محتوى البروتوكلات"
يتكون كتاب بروتوكولات حكماء صهيون من 24 بروتوكولا تتضمن العمل على الفوضى والتحررية والثورات والحروب ثم السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة وإسقاط الملكيّة والأرستقراطيّة وبعدها تدمير الدين والسيطرة على التجارة، والاجتهاد لتفريغ السياسة من مضمونها.
وتتضمن بروتوكولات حكماء صهيون، السيطرة على الصناعة والزراعة وإشعال الحروب العالميّة وتفريغ القوانين من مضامينها، والتخطيط لتدمير الأخلاق ونشر العملاء ووضع الدساتير المهلهلة والعمل على السيطرة العالمية والسيطرة على النشر، وبعد ذلك التخطيط لتغييب وعي الجماهير ونشر الإلحاد والأدب المرضي.
وتشمل البروتوكولات الانقلابات والخلايا السرّيّة، ومباركة إفساد التعليم وتحطيم السلطة الدينية وإشاعة التمرد وإغراق الدول في الديون والقروض الداخلية والبطالة وضمان سيطرة اليهود.
تأثير الكتاب فى العالم العربي
أحدث مسلسل "فارس بلا جواد" ٢٠٠٢ ضجة كبيرة قبل عرضه بسبب تناوله للكتاب، حيث وصفته رابطة مكافحة التشهير اليهودية "آخر مظاهر التحريض على معاداة السامية في الإعلام المصري، وأقر الفنان محمد صبحى الذي قام بدور بطولة العمل أن البروتوكولات مُفبركة لكن بعض اليهود لا يزالون يتبعون المبادئ الصهوينية
وفي نوفمبر ٢٠٠٣ أثيرت رودود أفعال معارضة بعد عرض مكتبة الإسكندرية أقدم نسخة مُترجمة إلى العربية من البروتوكولات إلى جانب الكتاب المقدس اليهودي التوراة، ووقتها علق مدير قسم المخطوطات بالمكتبة دكتور "يوسف زيدان" " "بالقول "بالنسبة لأتباع الفكر الصهيونى فإن هذه البروتوكولات تعتبر أكثر أهمية من التوراة الذي يعتبره اليهود كتابهم المقدس".
أما في لبنان ٢٠٠٣ فقد عرض تليفزيون المنار التابع لحزب الله مسلسله "الشتات" والذي يدور حول "هيمنة اليهود حول العالم" في إشارة صريحة إلى بروتوكولات حكماء صهيون.
وفي الأراضي الفلسطنية يضم الميثاق الرئيسي لحركة حماس إشارة واضحة إلى ما تعتبره الحركة محاولة الحركة الصهوينية تنفيذ بنود بروتوكولات حكماء صهيون.
وسواء كنت من مؤيدى أو معارضي وجود الكتاب في الواقع فستظل الإثارة مقرونة به متى ذكر أو تناوله أحد بالحديث سلبا أو إيجابا، بأي مناسبة أو حادث تتعرض له دولة الاحتلال، لتعيد إلى الأذهان مبادئ كتاب مثيرًا للجدل عن سلطة احتلال تتبنى إرهاب الدولة لقمع شعب لا ذنب له سوى المطالبة بحقه في السلام على أرضه الفلسطينية المسلوبة.