الصحة تطرح عقارا جديدا لمرضى «اللوكيميا».. ليس له آثار جانبية.. يستخدم للمنتكسين من العلاج الكيماوي.. عالج 50 ألف مريض بالعالم.. ومعتمد من هيئة الدواء الأمريكية
"اللوكيميا" مرض مزمن يصيب 4.6 مرضى بين كل 100 ألف شخص طبيعى على مستوى العالم، ومع أزمة توفير أدوية الأورام للمرضى في مصر نتيجة ارتفاع أسعار الدولار، طرحت وزارة الصحة عقارا جديدا في مصر الأول من نوعه يؤخذ عن طريق الفم.
ثالث مسبب للوفاة بمصر
وتشير بعض الإحصائيات أن نسبة حدوث السرطان تزداد في مصر حتى أصبح ثالث مسبب للوفاة بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية ويشكل 9% من إجمالي حالات الوفاة، وتأتي مشكلة سرطانات الدم الرئيسية لكونها غير مرئية، تقود إلى تحديات كثيرة للمريض أهمها التأخر في اكتشاف المرض وبالتالي تشخيصه وعلاجه.
وأكد أساتذة الأورام وأمراض الدم، أن مرض اللوكيميا الليموفاوية المزمنة أو سرطان الدم الليمفاوى المزمن يصيب 4،6 مرضى لكل 100 ألف شخص طبيعى على مستوى العالم، كما أنه يصيب الأشخاص عند متوسط عمر متقدم نسبيا على مستوى العالم فيما يقل هذا المتوسط نسبيا في مصر.
اكتشافه بالصدفة
وكشف الدكتور رأفت عبد الفتاح أستاذ أمراض الدم واستشارى أورام وأمراض الدم وزراعة النخاع والسكرتير العام للجمعية المصرية للأورام وأمراض الدم، أن هذا المرض يتم إكتشافه بالصدفة بنسبة 70% وذلك عندما يتم إجراء تحاليل الدم العادية لأى سبب من الأسباب، ويكون المرض في مرحلة عادية وليست متأخرة ليقوم المريض بعدها بالمتابعة الدورية مرة كل شهر ثم مرة كل ثلاثة أشهر، وفى أغلب الأحيان –في هذه الحالة- لا يحتاج المريض إلى أي علاجات إلا إذا كان يعانى من الأنيميا أو نقص في الصفائح الدموية أو تضخم شديد في الكبد أو الغدد الليمفاوية وأعراض أخرى مثل ارتفاع الحرارة أو تكرار الالتهابات البكتيرية.
أما بالنسبة للـ30% المتبقية، فإن المرضى يتم اكتشافهم في مراحل متأخرة تحتاج إلى تدخل علاجي عاجل بالعلاج الكيميائى أو العلاج الموجه، وهذه النوعية من العلاجات متوفرة في مصر ويستجيب لها المريض بنسبة كبيرة وتتحسن حالته الصحية، ويستطيع أن يعيش الإنسان بعد استجابته للعلاج بنحو 15 عامًا.
وأضاف أن هناك نوعين من مرضى اللوكيميا: "الأول يعانى خلل في كروموزوم رقم 17 - حيث إن أي إنسان طبيعى لديه 22 كروموزوم بالإضافة إلى XY كروموزوم – حيث يختفي جزءا من هذا الكروموزوم مما يؤدى إلى عدم استجابة جسم المريض للعلاجات".
الجرعة
وتأتى أهمية العقار في أنه عبارة عن أقراص تُؤخذ بالفم بجرعات 3 أقراص يوميًا.. حيث يستجيب المريض في هذه الحالة للعقار ويأتى بنتائج هائلة وتحسن ملحوظ في صحة المريض، وليس لهذا العقار آثار جانبية.
أما النوع الثانى، وهو للمرضى الذين لم يعانوا من أي خلل في الكروموزوم رقم 17 أو خلل أقل حدة عن النوع الأول ولكن بعضهم غير مستجيب للعلاج الموجه أو الكيميائى، وفى هذه الحالة تكون نتائج عقار Imbruvica الجديد ملحوظة ونسبة تحسن المريض سريعة وقوية معهم.
فوائد أخرى للعقار
كما أن لهذا العقار فوائد أخرى منها: أن هناك مرضى يعانون من مرض نادر من سرطان الغدد الليمفاوية واسمه المانتلسليمفوماMCL – وتحسنت حالتهم الصحية بعد تناولهم العقار الجديد حيث لم يكن هناك استجابة سابقة مع بعض العلاجات الأخرى.
وقال الدكتور عمر عبد الرحمن فهمى - أستاذ الباطنة وأمراض الدم كلية طب القصر العينى، إن "إمبروفيكا Imbruvica" يساعد مرضى أورام الدم غير المستجيبين للعلاج الكيميائى والموجه، وإعتمدته هيئة الادوية والأغذية الأمريكية كخط علاج أول للمرضى ممن لديهم خلل في الكروموزوم أو غيره أو حدث وعاد المرض مرة أخرى لنفس المريض بسرعة بعد انتهاء العلاج المقرر له، مشيرًا إلى أن مرض اللوكيميا المزمنة الليمفاوية عادة ما يصيب كبار السن ممن لا يتحملون تناول أدوية مركبة خاصة وأن هذا السن قد يعانى من أمراض أخرى، ومن هنا تأتى أهمية العقار الجديد الذي يأتى بنتيجة جيدة مع مثل هؤلاء المرضى.
ويعد عقار الامبروفيكا، ثورة جديدة في علاج هذا النوع من سرطان الدم، حيث يستخدم في حالات الانتكاس أو الحالات التي لا تسجيب للعلاج بنتائج مبشرة حتى الآن وبنسبة حدوث خمول وكمون للمرض تصل إلى أكثر من 80 %.
آثار جانبية
وأشار إلى عدم وجود آثار جانبية ملحوظة جراء تناول هذا العقار ربما لا تكون سوى الغثيان والقيء، ويجب على المريض ألا يتناول العقار إلا بمعرفة وتحت إشراف الطبيب.
يستخدم لعلاج مرضى نوع شائع من أنواع سرطانات الدم وهو سرطان اللوكيميا الليمفاوية المزمنة سواء كخط علاج أول أو بعد فشل الخطوط العلاجية الأخرى وتم علاج أكثر من 50 ألف مريض به حول العالم.