رئيس التحرير
عصام كامل

جزيرة الوراق.. العيش بنصف حياة «تقرير مصور»


وُلدت هنا منذ عدد من السنين، وفرحت في صغرى بالخضرة والماء وجمال الطبيعة، الذين لم أعرف سواهم، فكان هذا هو عالمى الصغير الذي تنتهى حدوده عند "معدية" النيل، ولكن عندما كبرت عرفت أن للحياة وجهًا آخر.















هنا في "جزيرة الوراق" أو كما يطلق عليها البعض "بين البحرين"، يعيش أكثر من مائة ألف مواطن بين الجهل والمرض، والحرمان وسوء الخدمات، لا يربطهم بالحياة والمدن الأخرى سوى مساحة من المياه من كل جانب.














فالمرافق متهالكة، والمنازل غير آدمية، والتعليم متدهور، والمستشفيات غير صالحة، والشوارع مليئة بالمطبات، وغير ذلك من جوانب النقص في الخدمات، هذا هو الحال الذي تربى فيه قاطنــو الجزيرة، ولا أحد يجرؤ على الاعتراض، بل تجد القناعة والرضا صفة تغلب على معيشتهم رغم كل تلك المآسي.













«لقد خلقنا الإنسان في كبد»، آية قرآنية عظيمة، تتجلى أمام عينيك في "جزيرة الوراق"، فالجميع يعانى ضيق الحياة ويذوق مر العيش، ويرتسم على ملامحهم الوجع الممزوج بالرضا، فتأتى ابتسامتهم كصورة ملونة وسط الحياة الباهتة.



















أجيال بعد أجيال علمتهم الجزيرة معانى الشقاء والظروف الصعبة، لكن لم تمنعهم ظروفهم تلك من الحلم بحياة أخرى تعيد إليهم حقهم الذي سُلب منهم رغما عنهم، فالأطفال يلهون ويلعبون، ويتسلقون الأشجار، متطلعين إلى ما بعد البحار، ولسان حالهم: "تُرى هل نعبر ذلك البحر يوما لنرى كيف تكون الحياة؟ أم أن القدر كتب علينا عيش ما تبقى لنا من العمر بـ «نصف حياة».


















الجريدة الرسمية