رئيس التحرير
عصام كامل

المرأة الحديدية في ألمانيا.. «ميركل» تعلن الترشح لولاية رابعة.. فوز ترامب وصعود اليمين المتطرف في أوروبا أبرز التحديات.. والتعاون مع الولايات المتحدة «محل شكوك»


بإعلان ترشحها لولاية رابعة، أكدت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" أنها تستحق لقب "المرأة الحديدية" لعلمها جيدًا صعوبة التحديات التي ستواجهها خلال الفترة المقبلة بعد فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" بانتخابات الرئاسة الأمريكية وصعود اليمين المتطرف في فرنسا وألمانيا والمجر وغيرهم من الدول الأوروبية.


وأولى التحديات التي ستواجهها "ميركل"، بحسب الباحثة "جودي دمبسي" من معهد كارنيجي، هو "ترامب" الذي سخر من كل القيم الغربية، واتضح ذلك عندما قالت في تهنئتها له بعد الفوز: "للتعاون معه على أساس الحفاظ على مبادئ الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الأفراد، بصرف النظر عن لونهم ودينهم وعرقهم وجنسهم".

ونوهت الباحثة بأن ألمانيا تحمل على عاتقها مسئولية حماية وزعامة أوروبا لأنها صاحبة الاقتصاد الأكبر وتنفق المزيد الآن لدعم الناتو، فضلا عن انخراطها بفعالية في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي بتدريبها للبشمركة الكردية، وهي تحاول باستمرار حل مشكلات الشرق الأوسط وأفريقيا، إثر استضافتها قرابة 800 ألف لاجئ فر من جحيم الصراعات في تلك المنطقة، وفق تقديرات معهد بروكنجز للدراسات.

التعاون مع أمريكا
ويمثل انتخاب ترامب تقويضًا لنظام الاقتصاد الحر السائد منذ عقود في دول أوروبا، ويؤكد تخلي الدول الغربية عن قيمها، كما أن هذا التغير قد حظي بترحيب أعداء أوروبا مثل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، فالعلاقة بين ضفتي الأطلسي هشة جدًا، وستنهار مع وصول ترامب إلى السلطة، لذا فإن استمرار التعاون مع الولايات المتحدة أصبح محل تشكيك كبير، بحسب المعهد.

أزمة المهاجرين
وتشهد ألمانيا تصاعدًا في العداء ضد المهاجرين بقيادة حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي رحب بشدة بفوز "ترامب"، وبات المجتمع الألماني منقسمًا بسبب سياساتها تجاه المهاجرين، وهو ما يمثل تحديًا أمام "ميركل".

وبالرغم من رفضها الاستسلام أمام الحركات القومية، إلا أنها ترى أنه من الحماقة الاعتقاد بأن مواجهة تلك الحركات يمكن أن تجري بدون تضافر الجهود بين مختلف دول أوروبا والعالم.

مواجهة روسيا
وكانت "ميركل" تواجه الرئيس "بوتين" بتفويض من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" فيما يخص استحواذ روسيا على شبه جزيرة القرم، وكانت هي من أقنعت الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، إلا أنها الآن مضطرة للتعامل مع رئيس أمريكي جديد معجب بـ"فلاديمير بوتين"، ويرغب في علاقات وثيقة مع موسكو، ويعول عليها كثيرًا في الحفاظ على تماسك منطقة اليورو بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

قصص روسيا
وأكد المعهد، أن الانتخابات المقبلة في 2017 لن تكون بمثابة نزهة بالنسبة لميركل، وذلك لتحملها مسئولية التصدي لمحاولات روسيا تقويض شعبيتها بين الشعب الألماني مثل ترويجها من قبل لقصة مختلقة أفادت بأن لاجئًا قد اختطف مراهقة روسية في ألمانيا، ما أشعل مظاهرات ضد سياستها في التعامل مع المهاجرين.
الجريدة الرسمية