بالفيديو والصور.. «الصحفيين» يناقش تداعيات حبس النقيب.. قلاش: فخور بتورطي في الدفاع عن الحرية.. عصام كامل: الكلمة مستهدفة.. و«أرفع راسك فوق أنت صحفي» أبرز الهتافات
هدوء وتعزيزات أمنية شهدتها سلالم نقابة الصحفيين منذ صباح اليوم، بجانب تكثيف من قوات الأمن التي تواجدت في شارع عبد الخالق ثروت وسط البلد، ووضعت حواجز حديدية على جانبي الطريق.
وجاء ذلك تزامنا مع اللقاء المفتوح الذي عقد اليوم لبحث تداعيات الأزمة الأخيرة بحبس نقيب الصحفيين وعضوي مجلس النقابة، بعد أن قضت محكمة جنح قصر النيل السبت الماضي بحبس نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، بالسجن عامين وغرامة عشرة آلاف جنيه، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«قضية اقتحام نقابة الصحفيين»، واتهامهم بنشر أخبار كاذبة وإيواء مطلوبين للعدالة.
وتوافد منذ الصباح عدد من كبار الكتاب الصحفيين منهم عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو، رجائي المرغني، حسين عبدالرازق وحمدين صباحي وعدد كبير من شباب الصحفيين.
نعش صاحبة الجلالة
نظم عدد من الصحفيين بعض الفعاليات قبل اللقاء المفتوح، وأبرز تلك الفعاليات محاكاة لجنازة حملوا فيها نعشا مكتوبا عليه «الحرية للصحافة»، على سلم النقابة، احتجاجا على حكم المحكمة بحبس نقيب الصحفيين، وعضوي مجلس النقابة.
كما أعدت اللجنة التنظيمية التي شكلها عدد من الصحفيين دفتر تضامن لجمع توقيعات الصحفيين والمتضامين ضد الحكم الصادر من محكمة جنح قصر النيل بحبس نقيب الصحفيين وعضوي النقابة على خلفية قضية اقتحام النقابة في مايو الماضي.
كما كتب بعض أعضاء نقابة الصحفيين شعار «الحرية لكل الصحفيين» و«الصحافة ليست جريمة».
العدوان على حرية الصحافة
في البداية أكد حسين عبد الرازق، عضو المجلس الأعلى للصحافة، أن الحكم بحبس نقيب الصحفيين، هو ورقة في ملف العدوان على حرية الصحافة، الذي بدأ باقتحام وزارة الداخلية لمقر النقابة، ونحن نحمل رئيس الجمهورية مسئولية العدوان على النقابة.
وطالب «عبد الرازق» خلال كلمته أعضاء مجلس النواب من الصحفيين وشيوخ المهنة والمهتمين، أن يبادروا بالتقدم بمشروع قوانين سلامة الجسد وحرية الصحفيين، والإعلام الموحد.
وأكد الكاتب الصحفي أن القرارات الاقتصادية الأخيرة، ستؤدي إلى تدهور مستوى معيشة الغالبية العظمى من المواطنين، مطالبًا بحركة قوية من النقابات المهنية جميعها لتكوين جماعة ضغط لتعديل هذه القرارات، أو إلغائها لتنتصر لحال المواطن البسيط وليس لصالح رجال الأعمال.
الكلمة مستهدفة
في نفس السياق أكد الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة فيتو، أن الحكم الصادر بحبس نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوى مجلس النقابة خالد البلشى وجمال عبدالرحيم، يهدف إلى تراجع الجماعة الصحفية عن أداء دورها وتقييد حرية الكلمة.
وقال عصام كامل خلال الاجتماع العام لعمومية النقابة: «إن الهدف من لقاء اليوم هو تحديد الإجراءات التي يجب أن تتعامل بها الجماعة الصحفية مع الأزمة، فالقضية ليست الحكم الصادر بحق النقيب ووكيلي النقابة فحسب، لكنها تتمحور حول الخطر الذي يداهم الصحفيين، وعندما يصل الأمر إلى نقيب الصحفيين فهذا يعني أن الكلمة مستهدفة».
وتابع: «المقصود من الحكم ليس شخص النقيب ووكيلي النقابة، لكن الهدف هو تراجع الجماعة الصحفية خطوتين إلى الخلف وهذا أمر مستحيل، فمنذ إنشاء نقابة الصحفيين ونحن في مقدمة صفوف المجتمع، لا نريد أن يكون على رأس أحد منا ريشة، ولكن الصحفي يريد مناخا حرا لتأدية دوره ومهمته».
وأوضح رئيس تحرير"فيتو"، أن حرية الصحفي ستكون محكا حقيقيا، في مجموعة القوانين التي تصاغ في الفترة الحالية، لشكل الإعلام في الفترة القادمة، ولا بد أن تكون الجماعة الصحفية يدا واحدة في هذا الصدد».
وعن المسار القانوني للقضية قال كامل: لا بد أن تلتزم النقابة بالمسار القانوني في قضيتها، فهي من المؤسسات العريقة، ودورها يحتم عليها احترام الآليات والإجراءات القانونية، فنحن نعتز بالقضاء المصري ونحترم المؤسسية.
واستطرد: أن قضيتنا الحقيقية حرية الصحفي التي أوكلها له المجتمع، للقيام بمهمته بمنتهى الشفافية على مستوى وضع مصر الذي يجب أن يليق بها؛ مؤكدًا الجماعة الصحفية أن تتحرك وفقًا للآليات المتاحة في ظل الاستهداف ونظرية المؤامرة.
وفي نفس السياق أكد الصحفي رجائي المرغني، أن الأنظمة السياسية المتعاقبة على مصر عملت على تطويع الصحافة لخدمتها ودعمها، مطالبا بضرورة تلمس ملامح حرية الصحافة والتعبير.
وقال«رجائي» خلال كلمته بالجمعية: «جميع المنظمات العالمية رصدت مخالفات عديدة في مصر وقدر النقابة هو الدفاع عن كرامتها وحريتها»، واستدعي كلمة كامل الزهيري «للي بييجي على الصحافة المصرية مبيكسبش».
يحيى قلاش
من ناحيته قال يحيى قلاش نقيب الصحفيين، إن الجماعة الصحفية تشعر بأن النقابة لم تعد مكانا يمكن الاحتماء به، وكأنهم مجردون من حقهم في حرية التعبير.
وأضاف نقيب الصحفيين« نبذل قصارى جهدنا منذ شهر مايو الماضي، وأفتخر أنى تورطت مثل كثيرين في الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين مثل فكري أباظة الذي كان يصطحب الصحفي إلى منزله».
وتابع: «نحن لم نرتكب جرما ونحن من تم الاعتداء علينا باقتحام النقابة بالقوة، وإذا كتب علينا الحبس فهو ثمن بخس وأطالبكم بحماية الكيان، وإذا كان الخيار أن نحبس وبقاء الكيان النقابي سنحبس من أجل الكيان، فأنا عاصرت نقباء عظام وما تعلمناه منهم لا نستطيع نسيانه، وليكن هتافنا الوحيد عاشت الحرية.. عاشت حرية الصحفيين».
وأوضح يحيى قلاش أن اليوم هو لقاء مفتوح لا يحكمه الغضب حتى لا تتوه القضية الرئيسية، لافتًا إلى أن هناك محاور يدور حولها الاجتماع وهي قضية حبس النقيب، وقانون الإعلام الموحد، وحرصنا على مستقبل المهنة في ظل المحاولات لتقييدها، فحرية الصحفي والإعلام نابعة من حرية المواطن في المشاركة وحرية المعلومات.
وتابع، "إن من أهم المحاور التي ستطرح للنقاش تداعيات القرارات الاقتصادية الأخيرة، فنحن نريد أن تكون طرفًا فاعلا لإنقاذ المهنة وحقوقهم الاقتصادية، وفي الوقت الذي نسعى فيه إلى زيادة الأجور وزيادة البدل للصحفيين، جاءت الحكومة بالقرارات الأخيرة، لتحولنا من المطحونين إلى المعدمين، فضلا عن تهديد عدد من الصحف بالإغلاق أو تقليص الأعداد داخل مؤسساتها".
بعد انتهاء اللقاء نظم
الصحفيون وقفة احتجاجية على سلم النقابة، مرددين هتافات منها: «عاش نضال
الصحفيين»، «وحدة صحفية واحدة ضد السلطة إلى بتدبحنا»، «عيش حرية الجزر دي
مصرية»، «ياحرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك»، «اه ياحكومة قطع الايد
يوم ماتغوري هيجي العيد»، «ارفع راسك فوق انت صحفي».