رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب منعت انسحاب السيسي من القمة العربية الأفريقية

فيتو

أثناء تحليق طائرة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأجواء، خلال انتقاله من البرتغال إلى غينيا الاستوائية، للمشاركة في فعاليات القمة العربية الأفريقية، تفجرت على الأرض هناك خلافات بسبب مشاركة جبهة البليساريو ضمن الحضور بدعوة من الاتحاد الأفريقى، وقبل هبوط طائرة الرئاسة على أرض المطار أعلنت 8 دول عربية انسحابها من القمة، لمساندة الموقف المغربى الرافض لحضور الجبهة السابقة الذكر والداعية لانفصال الصحراء المغربية تحت مسمى "جمهورية الصحراء".


اقرأ
انسحاب السعودية والمغرب والإمارات من القمة العربية الأفريقية

المملكة العربية السعودية، قادت سرب الخليج المنسحب باستثاء دولة الكويت التي وصلت طائرة أميرها الشيخ الصباح الأحمد تزامنا مع وصول طائرة الرئيس المصري.

وسط هذه الأزمة خرجت أصوات داعية لضرورة انسحاب مصر تماهيا مع الموقف العربى، وبدأت بعض الدوائر السياسية في طرح سؤال شائك متعلق بعدم انسحاب السيسي من القمة على غرار موقف الدول المنسحبة.

وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو" 5 أسباب مهمة تمنع الرئيس المصري من اتخاذ قرار الانسحاب.

اقرأ
السيسي يلقي كلمة مصر أمام القمة العربية الأفريقية بغينيا

أولا، مشاركة مصر في القمة جاءت رفيعة المستوى على المستوى الرئاسي، ولم تقتصر على الوفد المرسل من القاهرة يسهل إعلان انسحابها أو استمراره في لحظة عصبية دبلوماسية، وحال اتخذ الرئيس قرار العودة بطائرته من غينيا إلى مصر سوف يخلف الموقف أزمة سياسية هائلة بين البلدين تعيد للأذهان قطيعة الرئيس الأسبق حسنى مبارك مع القارة الأفريقية بسبب محاولة اغتياله في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" عام 1995.

ثانيا، قرار الانسحاب من شأنه أيضا صبغ القرار المصري بالتبعية وعدم الاستقلال، وهو الأمر الذي حرص رأس الدولة المصرية على التأكيد -أكثر من مناسبة- بقوله: "القرار المصري مستقل".

ثالثا، مصر دولة عربية في القارة الأفريقية، واتخاذ قرار الانسحاب من فعاليات القمة يكلفها ثمنا سياسيا غاليا في عمقها الأفريقي، الذي سعى النظام المصري إلى معالجة أوجه القصور فيه التي تراكمت عبر عقود بعدما بدد مبارك ميراث جمال عبدالناصر في دول القارة.

اقرأ
نص مشروع قرار وضع خطة عمل «أفريقية – عربية» مشتركة

رابعا، صحيح أن المملكة المغربية دولة عربية شقيقة، لكن من الرجاحة السياسية تفرض على القاهرة البحث عن مصالحها الشعبية وسط عواصم ساندتها في كبوتها الاقتصادية والسياسية بالعكس من المغرب التي اكتفت بموقع المشاهد للزلزال السياسي في مصر، وخرج علينا التليفزيون الرسمي بها بتقرير مسيء للسيسي بسبب زيارة أجراها نشطاء لا يمثلون الدولة الرسمية للصحراء المغربية والتقاء عناصر من جبهة البليساريو في سياق نشاط حقوقى تبنته الجزائر وقتها.

خامسا، اتباع دبلوماسية الإهمال للقارة الأفريقية لا يصب في الصالح المصري لما تمثله من أهمية أمن قومى في العمق الجنوبى، وترك المساحة خالية لتمدد المشاريع الإسرائيلية والصينية والإيرانية في ظل غياب القاهرة وابتعادها بهدف ترضية دولة واحدة في مقابل معاداة كيان كامل يتوفر داخله مناخ استثمار مشجع على اختراقه والعمل على اقتناص فرصه الهائلة.

الجريدة الرسمية