رئيس التحرير
عصام كامل

حروب سببها حيوانات.. «قرد» يتسبب في صراع بين جماعتين في ليبيا.. والنتيجة 16 قتيلا.. «حمار» يشعل النار بين قبيلتين في اليمن.. وناقة حرب البسوس الأشهر في تاريخ العرب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«مصرع شخص وإصابة آخرين في حادث سيارة.. عشرات القتلي والجرحي في تبادل إطلاق أعيرة نارية.. استشهاد فلان وإصابة آخر» تلك عينة من الأخبار الشائعة والمتداولة يوميًا والتي ينزف على إثرها العشرات، ويبيت بعضهم تحت الرماد، إلا أن القذائف والحوادث والقنابل ليست السبب وحدها، فهناك حروب ودماء ذهبت بسبب حيوان!


ويرى البعض أن الحوادث والحروب التي تسببت فيها حيوانات كانت نتيجة لصراع في الأساس وجاءت حوادث تلك الحيوانات لتكون ذريعة لنشوب تلك الحروب والاشتباكات.

قرد
منذ أسبوع نشبت اشتباكات بين قبليتي «القذاذفة» و«أولاد سليمان» أسفرت في النهاية عن وفاة 16 ليبيًا حتى تلك اللحظة، بعد معارك استمرت لمدة 4 أيام.

سبب تلك الاشتباكات هجوم قرد أليف يمتلكه صاحب متجر من قبيلة «القذاذقة» في مدينة «سبها» على فتيات المدارس خلال مرورهن بجوار المتجر، وراح يمزح ويتلاعب وينزع الحِجاب من فوق رءوس الفتيات، فغضب منه أفراد من قبيلة «أولاد سليمان» في المدينة، ورموه قتيلًا بالرصاص، ومعه قتلوا 3 قذاذفة وفق التقارير الصحفية.

بعد تلك الحادثة نشبت اشتباكات استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة ووفقًا لوكالة «رويترز» فقد توفى 16 وأصيب 50 آخرون.

حمار
في قصة أخرى، اندلعت اشتباكات دموية في منطقة «آب» اليمنية، منتصف عام 2012، استخدمت فيها أسلحة نارية وقنابل يدوية، أسفرت عن وقوع 15 شخصًا من طرفي المواجهات بين قتيل وجريح، بسبب تحرش حمار قبيلة «بني مكابس» بحمارة قبيلة «بني عباس» انتهى باغتصاب الحمارة بحسب تقارير يمنية.

ودبَّ الخلاف بعد أن شاهد مالك الحمارة المغتصبة الواقعة فاشتعلت غيرته وثارت حميته وبدأ يوبِّخ الحيوان المعتدي، لكنه لم يكتف بتوبيخ الحمار بل اعتدى عليه وضربه، وكان ذلك على مرأى ومسمع أبناء القبيلة التي تمتلكه، فلم يكن بالإمكان تجاهل الأمر وعدم الدفاع عن حمارهم.

واسترجع كثيرون الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان في الجاهلية بسبب سباق بين فرسي داحس والغبراء، استمرت 40 عامًا وكانت قبائل عربية أخرى طرفًا فيها بعد أن اصطفت مع الذبيانيين للحد من نفوذ العبسيين في المنطقة.

أيهما يعبر أولًا؟! (صورة 2)
عند العودة إلى الوراء والتفتيش في تاريخ لبنان، نتعثَّر في مجازر لبنان الشهيرة عام 1860، بين الموارنة من جهة والدروز والمسلمين من جهة أخرى، على حادثة مشابهة إذ تخبرنا وقائع التاريخ أن سبب هذا «حمار».

وتوضح القصة أن المجزرة التي راح ضحيتها 20.000 من المسيحيين كما تدمرت أكثر من 380 قرية مسيحية و560 كنيسة، بدأت بأن درزيًا يستقل حمارًا التقى بماروني يركب آخر بأحد دروب منطقة «أنطلياس»، عاند كل منهما الآخر حول أي حمار يجب أن يعبر أولًا، أن الطريق ضيق ولا تسع مرور حمارين.

وتطور العناد إلى تلاسن ثم إلى عراك بالأيدي، أنهاه الدرزي بقضيب معدني كان بحوزته فجّ به رأس الماروني وأرداه قتيلًا تسيل دماؤه، وبعد ساعات اشتعلت لبنان ثأرًا للقتيل، واندلعت فيها مجازر بالعشرات، إلى درجة أن صداها وصل حتى إلى فيلسوف الماركسية كارل ماركس في لندن، فكتب عن "القبائل المتوحشة في لبنان"، واعتبر تقاتلها صراعًا طبقيًا، وثورة شعبية قام بها الفلاحون الموارنة ضد إقطاعي الدروز.

حرب بالباسوس
لم تكن الصراعات بين القبائل بسبب الحيوانات وليدة العصر، فقد سبقتها أيام الجاهلية «حرب البسوس» بين قبيلتي «تغلب» و«بكر»، بدأت الحرب بالخلاف على ناقة ذهبت إلى بئر قبيلة «تغلب» لتشرب الماء ومن ثم بدأت مشكلة الخلاف، عندما علم «كليب» بأن هذه الناقة تابعة لقبيلة بكر وتشرب وترعى دون إذنه فقتل الناقة.

ونتج عن ذلك حرب استمرت لمدة 40 عامًا راح ضحيتها الكثيرون من الرجال والنساء.
الجريدة الرسمية