رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية ودول الخليج يضعون مصر في مشكلة جديدة مع المغرب.. حضور «البليساريو» القمة العربية الأفريقية يدفع العرب للانسحاب.. والسيسي يصل إلى غينيا وسط انفجار الأزمة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك المغرب

مثل إصرار الاتحاد الافريقى اليوم، على حضور وفد الصحراء الانفصالى بالمغرب المعروف بـ" البوليساريو"، لفاعليات القمة العربية الأفريقية في غينيا الاستوائية، براءة ذمة لمصر عن الاتهام الذي وجهته لها المملكة المغربية خلال شهر أكتوبر الماضى، على خلفية حضور الوفد الصحراوي لأعمال المؤتمر البرلمانى العربى الإفريقى في مدينة شرم الشيخ.


وبالرغم من نفى القاهرة الرسمية حينها دعوة الوفد الانفصالى المغربى، وحملت مسئولية الدعوة للاتحاد الإفريقى، شنت وسائل الإعلام في الرباط هجمة شرسة على مصر وتجاهلت الحقيقة التي أعلنت في البيانات الرسمية، اليوم ومع إصرار الاتحاد مجددا على حضور البليساريو للقمة العربية الأفريقية أكد صحة الرواية المصرية حينها.

تجدد الأزمة

لكن يبدو أن الأزمة أصبحت قابلة للاشتعال، بعدما وضعت الدول العربية المنسحبة مصر في مشكلة جديدة أمام المغرب، وحتى الآن أعلنت كل من السعودية وقطر والبحرين والإمارات والمغرب صاحبة المشكلة الأساسية، انسحابهم من القمة العربية الأفريقية لدعم المملكة في خطوة اعتراض دبلوماسية

احتجاج مغربى

واحتجت المغرب على مشاركة جبهة "البوليساريو" في اجتماعات أفريقية عربية في العاصمة الغينية، ما أدى إلى تأجيلها إلى موعد لم يحدد، في وقت يواصل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، جولته الأفريقية، والتي تشمل دولًا وقفت دائمًا ضد المغرب إلى جانب الجبهة.

وكان مقررًا بدء اجتماعات المجلس المشترك "وزراء الخارجية" للقمة العربية الأفريقية الرابعة، أمس الإثنين، في عاصمة غينيا الاستوائية ملابو، إلا أن الوفد المغربي اعترض على مشاركة الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1977.

وأعلن السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية، أن بلاده أعلنت انسحابها تضامنًا مع المغرب.

وقال خلال المجلس الوزاري، إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة، و"كل ما يمسّ سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية".

واقترح رفع علم "الصحراء" من على طاولة الدول المشاركة، حتى يتم التوافق على حل لمواصلة الاجتماعات، مضيفًا أن غينيا الاستوائية "لم تقدم دعوة للصحراء".

وصول السيسي

ووسط اندلاع هذه الأزمة وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، للمشاركة في فاعليات القمة العربية الأفريقية التي تبدأ أعمالها غدا.

ويبدو أن الأيام المقبلة سوف تكون حبلى بالخلافات بين القاهرة والرباط في ظل المشاركة المصرية، خصوصا أن العلاقات بين الطرفين تشهد بين الفينة والأخرى حالة من الشد والجذب في هذا الملف بطريقة دراماتيكية دون قصد من الطرفين.. فمصر هذه المرة لم تلتفت إلى أزمة وجدتها تحت قدمها بدون مقدمات، والمغرب يمثل لها الملف حساسية مفرطة تجعلها تقذف الحمم على الصديق قبل العدو.

جبهة البليساريو

تأسست جبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا، ومع الثمانينيات استطاع المغرب أن يعزز وجوده العسكري في الصحراء مانعا هجمات البوليساريو العسكرية من اختراق جداره المنيع.
ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة من الوصول إلى حل سلمي لهذه الأزمة الذي قارب عمره ثلاثة عقود وظل قيامه حائلا دون قيام اتحاد بين دول المغرب العربي.

الجريدة الرسمية