رئيس التحرير
عصام كامل

العاصمة الإدارية أمل مصر في ازدهار صناعة المعارض والندوات.. «إكسبو سيتي» مدينة للمؤتمرات على مساحة 500 فدان.. 600 مليون دولار استثمارات.. والنتيجة 15% زيادة بمعدلات السياحة

العاصمة الإدارية
العاصمة الإدارية

إقامة المعارض والمؤتمرات والمنتديات والندوات وغيرها من الفعاليات، هي أحد أشكال صناعة العلاقات العامة الآخذة في التطور والنمو على المستوى العالمي، وتلعب دورا مهما في التنمية الاقتصادية، أعطتها أولوية كبرى عدد من الدول، واستحدثت من أجل تطويرها جمعيات ومنظمات ومراكز أبحاث متخصصة فيها، فأصبحت صناعة مستقلة بذاتها، تضاعف عدد العمال الذين تستقطبهم، وأضحت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا.


ويرى الخبراء أن "صناعة الاجتماعات" تعتبر عنصرًا مهمًا في النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي، وجزءًا أساسيًا في نقل المعلومات وانتشار المعرفة والممارسات المهنية، وعاملا رئيسا في بناء التفاهم والعلاقات بين الدول والثقافات والحضارات.

وبحسب تقرير للمجلس الدولي المشترك لصناعة المؤتمرات، فإن صناعة المؤتمرات تزدهر في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، وترتفع قيمة تلك الفعاليات لتصل إلى أعلى مستوياتها، مشيرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية كمثال واضح على مردود النجاح في صناعة المؤتمرات، مؤكدًا على استقطابها أكثر من مليون ونصف المليون موظف أمريكي، فضلًا عن إضافتها أكثر من 250 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأمريكي، وأكثر من 32 مليار دولار للاقتصاد الكندي، وفي أستراليا، تضخ صناعة الاجتماعات أكثر من 17 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأسترالي، ويعمل فيها أكثر من 200 ألف موظف، حسب تقرير مجلس فعاليات الأعمال الأسترالي.

ورغم امتلاك مصر لجميع المحفزات والإمكانيات الطبيعية من مناخ وموقع جغرافى ومواقع أثرية وسياحية ومطارات دولية، إلا أنها لم تستطع الاستحواذ على مجال صناعة المؤتمرات في الشرق الأوسط، لتترك المجال للإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب للاستحواذ على الصناعة – بحسب إحصائيات غير رسمية.

135 مليون رحلة سياحية
وتمثل صناعة المؤتمرات في مصر –حال ازدهارها– دواء قادرًا على تنشيط السياحة مرة أخرى، الأمر الذي أعرب عنه، خلال الشهر الماضي، محمد خضير، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، قائلًا: إن المؤتمرات أصبحت صناعة محفزة للاقتصاد، خاصة قطاع السياحة، مؤكدًا أن نسبة الرحلات السياحية لحضور المعارض والمؤتمرات تمثل أكثر من 15% من إجمالي نسبة السياحة العالمية، بأكثر من 135 مليون رحلة سياحية، وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية.

منير فخري 2014
ولم يكن خضير هو المسئول الوحيد الذي يعي أهمية تلك الصناعة للنهوض بمصر، ففي عام 2014 أكد منير فخري عبد النور، وزير الصناعة والتجارة سابقًا، أن مصر مؤهلة لتصبح من الدول الرائدة في صناعة المؤتمرات والمعارض الدولية، خاصة في ظل ما تتمتع به من موقع جغرافى متميز يؤهلها لتصبح نقطة الانطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأشار إلى وجود عدد من المدن المؤهلة لإقامة عدد من المعارض العالمية بها مثل القاهرة وشرم الشيخ، مضيفًا أنها من الصناعات الواعدة التي يُمكنها أن تحدث طفرة في الاقتصاد الوطنى خاصة أنها تسهم في جذب العديد من العارضين والزائرين من حول العالم وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على تنشيط السياحة وتوفير العملة الصعبة للبلاد، بالإضافة إلى كونها فرصة كبيرة لجذب العديد من الشركاء التجاريين المحتملين وإقامة العديد من الشراكات التجارية، إلى جانب تبادل الخبرات والتعرف على أحدث ما توصلت إليه الشركات العالمية في مختلف المجالات بما يدعم ويطور الصناعة المحلية.

هشام زعزوع 2013
الأمر ذاته أكد عليه وزير السياحة الأسبق هشام زعزوع، في عام 2013 وخلال اجتماع مغلق نظمته إدارة معرض IMEX الدولي المتخصص في سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض بمدينة فرانكفورت، بحضور عدد من وزراء السياحة من دول العالم ونخبة من المسئولين الحكوميين وصناع القرار السياحي في كل من كندا، وسويسرا، وألمانيا، والسويد، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والمجر، وأستراليا، وبلجيكا، وناميبيا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وسلوفانيا، وسنغافورة.

كما قام الوزير الأسبق بتقديم عرض تحت عنوان "صناعة المؤتمرات والاجتماعات في مصر" تناول تطور مؤشرات حركة السياحة العالمية منذ عام 1950 وحتى عام 2012.

"أسمع كلامك أصدقك"
وبالرغم من تصريحات المسئولين السابقين والحاليين، بشأن أهمية تطوير قطاع صناعة المؤتمرات، إلا أن الوضع قد بقي كما هو عليه، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول عدم تطور القطاع رغم وجود المقومات ومعرفة المسؤولين بأهميته.

وللإجابة على تلك التساؤلات، يقول محمد ناقد خبير العلاقات العامة وتنظيم المعارض، إن مجال صناعة المؤتمرات بمصر يفتقد بشكل كبير إلى الخبرات والاستثمارات الجديدة ولا سيما أن السوق المصري‮ ‬يحتكره بضع شركات محددة ولا‮ ‬يزال العاملون بهذا المجال من الهواة والعمالة‮ ‬غير المدربة، وأصبح السوق‮ ‬يعاني‮ ‬احتكار القلة في‮ ‬مقابل محاولات بعض الشباب من الهواة أصحاب الخبرات وخريجي‮ ‬الجامعات المتخصصة في‮ ‬ذات المجال للسوق على‮ ‬استحياء لاختلاف أدوات اللعبة في‮ ‬مصر عن مثيلاتها في‮ ‬دول العالم والعربي‮ ‬فهناك شروط‮ ‬يجب توافرها في‮ ‬الشخص الذي‮ ‬يمارس صناعة المؤتمرات.

الاستعانة بالشركات المتخصصة
وأضاف أن هذه المهنة في مصر وهي‮ ‬العلاقات الوطيدة مع رجال الأعمال والرموز الحكومية الكبيرة مثل الوزراء ورؤساء الهيئات والمنظمات والمظهر اللائق واللغة والموهبة‮، ‬مشيرا إلى‮ ‬أن هناك فرقا بين العلاقات العامة والتسويق وللأسف في‮ ‬مصر‮ ‬يتم خلط الأوراق، مؤكدًا أن السبب الأول خلف فشل الصناعة في مصر يتمثل في عدم استعانة الحكومة بالشركات المتخصصة لتنظيم معارضها ومؤتمراتها، عدا المؤتمر الاقتصادي والذي استعانت مصر بشركة فرنسية لتنظيمه.

العاصمة الإدارية الجديدة
وبالرغم من أن اليأس يسيطر على العاملين بصناعة المعارض والمؤتمرات بمصر، إلا أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يحمل في طياته مؤشرات لتغير قد يطرأ على ظروف صناعة المهنة، خاصةً بعد أن كشف اليوم الثلاثاء، رئيس الهيئة العامة للمعارض محمد سامي عن الانتهاء من 20 % من الإنشاءات الخاصة بمدينة المعارض بالعاصمة الإدارية «إكسبو سيتي» المقامة على مساحة 500 فدان بحجم استثمارات بلغ 600 مليون دولار.

وأضاف سامي في تصريحات صحفية على هامش انعقاد معرض "بيج فايف دبي لمواد البناء" والمقام في الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر الجاري أن الدولة تستهدف جعل مصر مركزا إقليميا للمعارض الدولية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا‏، متوقعًا الانتهاء من إنشاءات المدينة خلال 3 سنوات.
الجريدة الرسمية