رئيس التحرير
عصام كامل

"على ما تتكحل العمشا"


قد يبدو العنوان غريبا "لكنه ليس كذلك فقط نحن من نسينا الأمثال التى يعبر بها بسطاء بلدنا من فلاحين وعمال وفقراء هذا الوطن عن مأساتهم وربما أفراحهم أو سخريتهم من الحال التى وصلوا اليها فمعنى الجملة يفسر نفسه فى المثل الشعبى "على ما تتكحل العمشا" يكون السوق خرب "هكذا يلخص أبناء الوطن فى قرى مصر عن حال البلد حاليا وما وصلت إليه على يد نخبتها الحاكمة ونخبتها المعارضة...فالاثنان لم يقدما اى شىء للخروج من الأزمة الحالية فالمعارضة تمارس الدلع والرفض على طريقة "نفسى فيه واقول اخيه"والرئاسة تتعامل بمبدأ الكحكة فى يد اليتيم عجبة وسط مخاوف الرئيس من أوهام السطو أو الانقلاب عليه وربما خطف!!!! ،وما بين هذا الدلع المرئ " تكون مصر أعلنت خرابها على أيديهم ..،ووسط مياعة السياسيين المصريين تيار سياسي أو علمانى أو ليبرالي "أنا لا أحفظ الأسماء،والحكام إذ ترحل ويبقى الشعب" ووسط عدم وجود رغبة للخروج من كوارث تحيط بنا، وعدم وجود رغبة للخروج من الأزمة نجد أن هؤلاء لا يستوعبوا خطورة ما وصلنا اليه حاليا.

فالاقتصاد المصرى بلغ مرحلة الخطر، هذه هى الحقيقة الآن بعد أن تراجعنا فى التصنيف الائتمانى للديون السيادية المصرية من درجة (B) إلى (B-) وفقا لوكالة "ستاندرد آند بورز"، لنصبح رابع أسوأ اقتصاد فى العالم ، وباتت مصر على شفا الإفلاس والانهيار الاقتصادى الكامل بل وصل الاحتياطى الاستراتيجى إلى أقل من 15 مليار دولار يكفى لشهرين فقط ..،واستقالة المجموعة الوزارية الاقتصادية يثير الشكوك بالفعل حول قدرة الاقتصاد المصرى .،بالاضافة إلى حكومة تحاول إنقاذ الاقتصاد على حساب الشعب المصرى فتزيد الأسعار مما قد يؤدى بنا إلى ثورة جياع.

،بالإضافة إلى مواطن منهار نفسيا بين تردد القوى السياسية ،والضغط الاعلامى البعض منه حقيقة والبعض منه خيالى وقف الإنسان المصرى حائرا هل هى النهاية هل هناك أمل جديد يمكن أن نعود ونتفوق ونحقق أحلام ثورتنا.. ومواطن وصل به اليأس ليطلب من الله عودة أيام مبارك.

،وشباب محطم لديه استعداد للموت بسهولة لأنه لا يجد فى ثورته ملاذا آمنا ولا حلما يمكن أن يحققه منها .. عاطل .. متهما بالبلطجة لمجرد المطالبة بحقة .. مسروق ثورته ..

،وفوق ذلك انفلات دينى بين مشايخ يسبون على الملأ وأمام الجميع بل يتجرأ أحدهم ويقول إن النبى كان يسب .. فأصبح الشعب المصرى يهرب من هؤلاء متثاقلا العبادة كلما رأئ هؤلاء أعوان الشيطان أمامة... الشعب المصرى الذى كلما ضاق به الحال كان طريقة العبادة والصلاة والدعاء لله أن يرفع عنه الغمة ..

،وما بين أزماتنا وواقعنا المؤلم عجز الجميع عن إيجاد مخرج لنا من أزماتنا فالدين .. نفروا الناس منه .. والاقتصاد أرهقونا بسياسيات فاشلة تجربنا على الاستدانة .. وما بين مؤسسة رئاسة تخشى الحوار ..وتتمنع .. وما بين جبة إنقاذ.. ترفض الحوار وقفت مصر تسخر منا وتقول .. أنت ستنقذونى ها.. على ما تتكحل العمشا .. لكنها لن تقول "مصر تخرب لأن الله يحميها..مصر لا تخرب أبدا..بإذن الله استقيموا استقيموا .. فالحق طريقة واحد..

 

الجريدة الرسمية