نيكولا ساركوزي.. حكاية رئيس فرنسي طاردته لعنة أموال القذافي
حرص على تقديم نفسه كمحب للسلام وكرهه للتطرف والمتطرفين، هذا بجانب نشاطاته وجهوده المتواصلة حتى بعد انتهاء ولايته كرئيس لفرنسا لضمان مكافحة الإرهاب، واحدة من أهم الدول الأوروبية.. إنه نيكولا ساركوزي، الذي حلم برئاسة فرنسا من جديد لكن وسط الهالة الإعلامية التي رسمها حول نفسه يبدو أن لعنة الزعيم الليبى معمر القذافى ظلت تطارد رجل الإليزيه السابق، بعد الكشف عن تمويل الزعيم العربى لحملته الانتخابية، وتحولت إلى مادة دسمة للصحافة في باريس لتنهي حياته السياسية على النحو التالى.
اعتزال السياسة
أعلن ساركوزي مساء أمس الأحد انسحابه من الحياة السياسية بأكملها عقب خسارته في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط، لكنه أعلن دعمه مرشح اليمين فرانسوا فيون في الدورة الثانية التي من المقرر أن يخوضها الأخير الأحد المقبل أمام ألان جوبيه.
وفي خطاب ألقاه عقب إعلان النتائج الجزئية، أكد ساركوزي أنه سيترك العمل السياسي ليكرس وقته لحياته الشخصية ولعائلته، مضيفًا: "لقد حان الوقت لكي أعيش حياتي الشخصية بشغف".
الحرب على سوريا
اعترف "ساركوزي"، نوفمبر الجاري، أن الأزمة السورية لن تنتهي دون تعاون أمريكي روسي، معربًا في إحدى مناظراته التليفزيونية عن اعتقاده بأن فوز الجمهوري "ترامب" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يتيح فرصة جيدة للتخلص من الأجواء الفاسدة التي لازمت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، تمهيدًا لتوحيد جهود بلدان العالم لمكافحة الإرهاب.
ودعا ساركوزي إلى انتهاز هذه الفرصة لتشكيل "التحالف الواحد والوحيد" لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن دحر هذا التنظيم يستجيب لمصالح فرنسا الإستراتيجية.
ساركوزي ومصر
اتسمت علاقته بمصر بالأمانة، بدءًا من انتهازه فرصة لقاء بينه وبين الرئيس الأسبق حسني مبارك، عام 2009، ليسلمه القطعة الأخيرة من خمس قطع من لوحة جدارية يُعتقد أنها سُرقت من مقبرة فرعونية إلى الحيادية فيما يخص القضية الفلسطينية، إذ اقترح مبارك وساركوزي تعزيز المراقبة على الحدود بين مصر وغزة لضمان عجز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن تسليح نفسها بعد دعوتهما الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لوقف فوري لإطلاق النار.
ساركوزي والإخوان
أكد الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، عام 2008، أنه لا يخاف من الدين أو الإسلام، وقال: الإسلام شوهه بعض الهمجيين الذين يقتلون ويغتالون باسم الدين، ووصف جماعة الإخوان في مصر بأنها متطرفة، خلال لقائه مع عدد من المثقفين ورجال الأعمال بمقر السفارة الفرنسية في القاهرة.