رئيس التحرير
عصام كامل

البرلمان يلتزم الصمت أمام قرار تعويم الجنيه.. علي عبد العال نجح في إسكات المعارضين.. استخدم فزاعة لجنة القيم لمنتقدي السياسة النقدية.. ودعم مصر تعاون مع الحكومة في تنفيذ القرارات الأخيرة

 الدكتور على عبد
الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب

نجح الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، في إسكات أعضاء المجلس بشأن الحديث عن القرارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة وعلى رأسها قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف "تعويم الجنيه"، باعتبار أن القرار يتعلق بالسياسة النقدية للدولة.


وعلى الرغم من حالة الشحن والغضب البرلماني من القرار الحكومي، والتصريحات التي أدلي بها عدد من النواب، إلا أن علي عبد العال، لم يسمح لأحد أن يتحدث عن هذا الأمر تحت قبة البرلمان.

الحماية الاجتماعية
وعقد المجلس 3 جلسات عامة في الأسبوع التالي للقرارات الحكومية، إلا أن أحدا لم يتحدث عن قرار التعويم، واكتفى عددا من أعضاء المجلس فقط بطلب إجراءات الحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل، عقب قرار التعويم.

ويأتي قرار على عبد العال، رئيس مجلس النواب، بـ"إسكات الأعضاء" بالتهديدات التي وجهها في دور الانعقاد الأول، لأعضاء البرلمان بعدم الحديث في السياسة النقدية للدولة، وأن من يتحدث فيها سيتم إحالته للجنة القيم.

والتزم البرلمان الصمت إزاء كل القرارات التي تم اتخاذها في هذا الشأن، باستثناء مجموعة من كلمات النواب، التي تطالب الحكومة بحماية محدودي الدخل.

مخالفة الدستور
ولم يتناول المجلس في جلساته العامة، حتى الاعتراض على ما قامت به الحكومة بعيدا عن مجلس النواب، بالمخالفة للدستور، الذي استوجب عرض أي قرار تلجأ إليه السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية ممثلة في مجلس النواب.

ووسط اعتراضات عدد من النواب، لم يستجب على عبد العال، بطلبات الأعضاء لعقد جلسة طارئة، إذ أن التعليمات كانت واضحة بعدم الحديث في هذا الأمر، والالتزام بعدم الاعتراض والاكتفاء فقط بالمطالبات من الحكومة لضبط الأسواق.

دعم مصر
صمت المجلس أمام قرار البنك المركزي بـ"تعويم الجنيه"، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قيادات البرلمان، كانت على علم بالقرارات الاقتصادية الأخيرة، بالإضافة إلى أن الحكومة عرضت الأمر على ائتلاف دعم مصر قبل الموافقة على هذه القرارات، وإقرارها.

وما يؤكد ذلك أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، استجاب للدكتور على عبد العال، وحضر للبرلمان، والاستماع إلى طلبات الإحاطة بشأن أزمة نقص السكر، وفشل التعامل مع السيول، قبل أيام قليلة بقرار البنك المركزي، حيث أن الهدف من الزيارة كان هو تفريغ طاقة النواب بالحديث عن السلبيات، ليقوم بعدها رئيس الحكومة بعرض مجموعة من المسكنات.


الجريدة الرسمية