رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل الأحد وتحالف السيسي ـ ترامب !


بينما كان الرئيس السيسي يستعد للسفر إلى البرتغال كانت النيابة العامة المصرية تعلن عن واحدة من أخطر القضايا الإرهابية في تاريخ البلاد.. ليس فقط لأنها تتعلق بشخص الرئيس مباشرة وإنما أيضًا لحجم تفاصيلها وخطورة المنتمين لها وفيهم ضباط سابقون كان بعضهم في مواقع مهمة في الشرطة المصرية وكذلك لاتصال عمليات التنظيم الإرهابي بعمليات خارج البلاد وفي السعودية تحديدًا وأخيرًا للعدد الكبير المقبوض عليه والعدد الذي تشمله القضية وبما يجعلها فعلا أكبر وأخطر قضية إرهابية تم ضبطها والإعلان عنها ربما في العشرين عامًا الأخيرة!


قبل الإعلان عن القضية كان الرئيس السيسي يدعو إلى تحالف (وصفه بالاتحاد) دولي ضد الإرهاب رغم أن الرئيس السيسي هو من رفض باسم مصر الانضمام للتحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة ضد "داعش" وهو ما يعني إدراك الرئيس السيسي الفرق الكبير في المصداقية بين إدارة ترامب القادمة للبيت الأبيض وإدارة أوباما الراحلة عنه خلال أيام وكلا الأمرين بتوقيتهم الرائع -الإعلان عن التنظيم الإرهابي والدعوة للتحالف الجديد- هي رسائل مهمـة من مصر إلى العالم في صورته الجديدة وبمعادلاته الجديدة وترامب في القلب منها وفي توقيت هو الأنسب على الإطلاق..

لأنه توقيت تشكيل ترامب فريقه الرئاسي ومساعديه، وهي فترة بحث الرؤى والسياسات الجديدة وخصوصًا أن الفريق الرئاسي كله (جيف سيشنز ومايكل فلين ومايك بومبيو) من المتشددين ضد الإرهاب ومن الداعين لتفاهم مع روسيا ومن الباحثين عن شركاء حقيقيين ضد الإرهاب ومصر تعلن عن نفسها، وبالتالي فنحن أمام خريطة جديدة تتشكل الآن لتنطلق على الأرض خلال أسابيع، وهو ما يجعلنا نفهم سر تصريحات أردوغان الغاضبة أمس من أنه "لم يعد يعنيه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" وأنه قد يفكر في الانضمام إلى منظمة شنجهاي في آسيا !

أردوغان نفسه يدرك ما يجري ويدرك إلى أين يسير العالم لكن كانت مصر أسبق وأذكى وقدمت أفكارها نظريًا وعمليًا لعالم مختلف وعلى الأشقاء العرب سرعة الانضمام أو الاصطفاف خلف مصر قبل أن تكون توازنات ترامب مع الحرب على الإرهاب بإجراءات لإرضاء إسرائيل وتعويضها عن توقف مكاسبها من تدمير سوريا وتجميد الربيع العربي... استفيقوا قبل فوات الأوان يرحمكم الله!
الجريدة الرسمية