دولة «اتحاد الكرة» تنهار !
ما زال مجلس إدارة اتحاد الكرة المنتخب يسير على نفس وتيرة المجالس السابقة، بل ربما يكون أسوأ خاصة في ظل ما يطرأ على الساحة من أزمات كروية مستمرة يتعامل معها مسئولو الجبلاية بمبدأ "يومين وتعدي".. وما يحدث خلال هذه الفترة من أخطاء تحكيمية فجة، وما يتبعها من هجوم مستمر وعنيف على اتحاد الكرة ولجنة الحكام ينذر بعواقب وخيمة إذا لم يتحرك الاتحاد بسرعة لتصحيح المسار.
لم يعد هناك مجال للاعتماد على مقولة "أخطاء الحكام واردة في كل مكان".. فالأخطاء موجودة بالفعل ولن تتوقف ولكن عندما يصل الأمر إلى انتشار هذه الأخطاء بصورة فجه ومتكررة في جميع الأقسام وليس الدوري الممتاز فقط فهذا معناه أن القادم ربما يكون أسوأ وينذر بكارثة كروية.
وما يزيد من التكهنات بأن القادم أسوأ هو حالة الترهل التي يعيش عليها اتحاد الكرة ولجنة الحكام التابعة له حيث واضح أنهم مازالوا يتغنون بفوز المنتخب على غانا ولا يدركون بأن هناك مسابقات محلية مشتعلة بسبب أخطاء الحكام.
فأعضاء مجلس إدارة الجبلاية الذين كانوا يتعشمون في استمرار جمال الغندور رئيسًا للجنة يتعاملون مع هذه الأزمة بمبدأ "إحنا مالنا".. ورئيس اتحاد الكرة مشغول بالسيطرة على مفاصل الاعلام والضرب من تحت الحزام في شوبير ومعارضيه والكابتن رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام شخصية غير صدامية ومشغول بالبرلمان أكثر من انشغاله بالدفاع عن حكامه ومنحهم الثقة.. وأعضاء لجنة الحكام يتعرضون للضغوط من كل الاتجاهات من أجل تسيير عمل اللجنة وتوزيع الحكام وفقًا للمجاملات والتعليمات..
والحكام أنفسهم مشغولون بالضرب في بعض على مواقع التواصل الاجتماعي.. ومقدمو البرامج الرياضية على الفضائيات والصحفيين يتعاملون مع الأزمة على حسب علاقاتهم مع الجبلاية ومشكلاتهم.. فالمساند يتجاهل والمعارض يفضح وينتقم والمحايد يتفرج.
الوعود التي قطعها هاني أبو ريدة على نفسه قبل الانتخابات مازالت حبيسة الأدراج بعدما اصطدم بواقع أليم.. واقع شواهده تؤكد أن مجدي عبد الغني، عضو المجلس، أصبح خارج سيطرته.. وكرم كردي هو الرقم الصعب داخل المجلس والذي أصبح أبو ريدة يعاني كثيرًا من هذا الرقم.. وأحمد مجاهد ما زال يعمل على نفس الوتيرة السابقة بالجلوس "ليل نهار في الاتحاد".. وباقي الأعضاء المشغولين بالفضائيات والسفريات وتظبيط أعوانهم الذين ساندوهم في الانتخابات.
يا رئيس اتحاد الكرة.. دولة الجبلاية الكروية في مصر تحتاج إلى الشفافية والشخصية القوية والضرب بيد من حديد على كل معاقل الفساد داخل المنظومة.. فأنت لا تحتاج إلى جمع شمل الإعلام الرياضي في صفك بهذا الشكل غير المبرر وغير المقبول بالمرة.. فـ"الجبلاية" ليس شئونًا اجتماعية!