ما بعد الفن
فى هذه الأيام يتم التحضير لمليونية "ضد القذارة الفنية "،التى دعا لها عبد الله بدر، وبعض من أتباعه، والهدف المعلن لهذه المليونية هو دعوة الفنانين إلى الالتزام، ولكن الهدف الخفى هو الاعتراض على أحكام القضاء الصادرة ضد بدر، ولصالح الفنانة إلهام شاهين، ومطلب المليونية الوحيد؛ إيقاف كل ما له علاقة بالفن من تمثيل وغناء.. وهذا لن يحدث بالطبع، ولكن.. لنتخيل أن هذه المليونية نجحت فى غرضها، وتم إيقاف الفن، فماذا بعد الفن؟.
أولا.. الجانب الاجتماعى: الفن ليس إلهام شاهين أو عادل امام أو أحمد السقا أو غيرهم من النجوم، فالفن هوصناعة مثل صناعات كثيرة، كالحديد والإلكترونيات وغيرها، وما ينطبق على هذه الصناعات ينطبق على الفن، فعدد من يعيشون على الفن تخطى المليون أسرة، أى أربعة ملايين فرد لن يجد قوت يومهم، من سيتحمل مسئولية هؤلاء ؟.
ثانيا.. الجانب المالى: الفن يدخل لمصر مبالغ طائلة من العملة الصعبة، فمصر تصدر الفن إلى كل الدول العربية ليتم إذاعته على القنوات الخاصة بها .
ثالثا.. الجانب الثقافى: الفن هو أقوى سلاح للسيطرة على الشعوب، فهو أقوى من جميع جيوش العالم، ولنا مثال فى أمريكا، فهى سيطرت على العالم بأفلامها، وكذلك مصر بالنسبة للعالم العربى، فهى تسيطر بمسلسلاتها وأفلامها التى لا تخلو قناة عربية منهم .
فى الحقيقة يوجد أعمال فنية تصل إلى درجة كبيرة من الإباحية، وجميعنا يهاجمها، ولكن كما يوجد فنان سيئ، يوجد أيضا طبيب سيئ، وداعى دين سيئ، ولا ننسى ما قام به الشيخ على ونيس من فعل فاضح، والحكم عليه بالسجن أربعه شهور، بل وبدر نفسه والحكم عليه بالسجن لمدة عام.
كل هؤلاء يجمعهم العامل البشرى، فنحن لن نطالب بوقف جميع الدعاة أو جميع الأطباء ولكن.. من يخطئ يحاسب.