رئيس التحرير
عصام كامل

ما هذا الذى يحدث فى مصر؟!


هدأت الأحداث السياسية الساخنة، فأين الأمن من الانفلات المتصاعد فى الشارع المصري؟ .. إطلاق نار، بلطجة، ترهيب، والشرطة لاتزال خارج نطاق الخدمة!
مجهولون أطلقوا الخرطوش على قسم قصر النيل، فجر اليوم، احتجاجا على القبض على اثنين من زملائهم بعد إثارة الذعر وإطلاق الأعيرة النارية بالتحرير.
وكالعادة تحركت الشرطة متأخرا، ودفعت قوات الأمن المركزى المتواجدة بمحيط مجلس الوزراء بالعشرات من قواتها ومصفحة إلى بداية شارع قصر العينى من ناحية شارع سعد زغلول؛ لمطاردة هؤلاء المجهولين، ربما لا شىء إلا أن الرئيس محمد مرسي سيزور مجلس الشورى اليوم، فما هذا الذى يحدث فى مصر ؟!
وفي مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، شهد اليوم إطلاق نار كثيف قرب مركز شرطة المدينة من بنادق كلاشينكوف ومدافع جرينوف وطلقات من عيار 250 مللي، وأفاد شهود عيان أن هناك مطاردات بالسيارات ولم تعرف بعد هوية من يتبادلون إطلاق النار، أما الشرطة فهى خارج نطاق الخدمة، فما هذا الذى يحدث فى مصر؟!
الواقعتان السابقتان مجرد غيض من فيض فى مسلسل طويل من الانفلات الأمنى، الذى يعصف بمصر منذ ثورة 25 يناير العظيمة، ويهدد أرواح المواطنين، بينما تقف وزارة الداخلية عاجزة عن التحرك السريع ومعالجة أسباب هذا الانفلات، وكأن ما يحدث يوميا من جرائم ترويع وإطلاق نار وبلطجة يدور فى دولة أخرى.
مثل هذه الأفعال الإجرامية صارت مادة للتسلية الآن، ولم يعد الكثيرون يشعرون بخطورتها لأنها أصبحت شيئا طبيعيا، غير أن انعكاسها واضح تماما فى كل شبر على أرض مصر، فهناك الكثير من الشوارع والطرق باتت خالية من الناس ليلا خوفا من الأشقياء والبلطجية، وقطاع الطرق، والمسجلين خطر.
ما هذا الذى يحدث فى مصر؟ وإلى متى يستمر؟ نحن فى حاجة ماسة إلى حلول عاجلة، فلا اقتصاد دون أمن ولا أمان دون عودة الشرطة إلى الشارع، على قاعدة خدمة المواطنين والسهر على راحتهم، ومراعاة حقوقهم وأرواحهم، ولابد أن يكون هذا الهدف هو الأول لحكومة الدكتور هشام قنديل فى ثوبها الجديد، فهل ينتهى الانفلات الأمنى قريبا  أم يستمر؟
الجريدة الرسمية