الجندي المجهول في انتخابات مجلس الأمة الكويتي.. زوجات المرشحين يستقطبن الناخبات.. يجمعن احتياجات الشعب لأزواجهن.. ودورهن يشمل رصد القضايا الاقتصادية والتجارية

قرر أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في أكتوبر الماضي حل مجلس الأمة الكويتي، ودعا في مرسوم إلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة في البلاد، خلال شهرين.

وبرر الصباح قراره ببروز "خلل في العمل البرلماني" وتحول مجلس الأمة إلى "ساحة للجدل العقيم والخلافات وافتعال الأزمات".

وتقرر إجراء الانتخابات البرلمانية يوم السبت المقبل، ولكنها ستكون انتخابات غير عادية لمشاركة "الجندي المجهول" فيها.. إنه زوجات عدد من المرشحين.

تحملت بعض الزوجات مسئولية "إدارة الحملات الانتخابية" التي تحتاج إلى شخصيات مؤثرة وعمل دؤوب وفريق متخصص ومكرس بالكامل لمثل هذه المناسبات.

ونوهت صحيفة "الراي" الكويتية بأن زوجات المرشحين وتحديدا من الوجوه الشابة تواجهن تحديات عدة لاسيما فيما يتعلق بإيجاد الكادر المهني المؤهل للعمل في منصة إعلامية متخصصة ومتطورة في ضوء دخول التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في معظم حيثيات الحياة اليومية والعملية.

استقطاب الناخبات
وعلى الرغم من أهمية العلاقات الاجتماعية في مساعدة هؤلاء النساء على استقطاب الناخبات، فإنهن مطالبات بإجراء لقاءات وزيارات تتيح الفرص الواسعة لحريات الفكر والتعبير عن الآراء المختلفة ومناقشتها من أجل كسب ثقة وتأييد الناخبات.

وقالت زوجة مرشح الدائرة الثانية عمر الطبطبائي " شيخة المطيري": إنها أبدت دعمها ومساندتها لزوجها منذ لحظة قراره خوض الانتخابات البرلمانية بعد حل مجلس الأمة الأخير بمرسوم أميري، وقالت: إن قرار زوجها الترشح للانتخابات جاء بعد فترة طويلة من العمل الوطني مع مجاميع وفئات عمرية متنوعة تهتم بالأنشطة والمبادرات والاقتراحات المتعلقة بالإصلاح والتطوير في البلاد.

وأضافت: «بحكم معرفتي بمدى حرصه على معالجة المشكلات والقضايا التي تهم المجتمع وسعيه لتقديم الأفضل للكويت كنت من أول الداعمين له».

وذكرت أنها تبذل جهودا حثيثة للتواصل مع جميع الناخبات من أجل نقل جميع الاحتياجات والأفكار المطروحة لزوجها لتكون ضمن محاور برنامجه الانتخابي.

قضايا اقتصادية وتجارية
وأعربت عن سعادتها بالدور الذي تؤديه في تلمس احتياجات الناخبات والتي لاتشمل فقط القضايا الاجتماعية وإنما تعدها لتشمل قضايا اقتصادية وتجارية.

وأكدت أن الناخبات ينظرن إلى ما هو أبعد من الحقوق الاجتماعية إذ طالب بعضهن بتعديل قوانين خاصة بالأعمال الحرة وريادة الأعمال لتشجيع المرأة الكويتية المعروفة بتميزها على تنمية دورها وصقل موهبتها في هذا الجانب.

الدعم النفسي والمعنوي
أما "مريم الملا"، زوجة مرشح الدائرة الأولى سلمان العطار، ذكرت أن الزوجة «يجب أن تكون الداعم الأول والأخير لزوجها المرشح وتسانده معنويا ونفسيا لبلوغ الهدف المنشود».

ورأت أن زوجة المرشح يجب أن تتمتع بالذكاء الاجتماعي الذي يؤهلها لتكوين دائرة علاقات واسعة وقوية مع شتى شرائح الناخبين لتتمكن من فهم مطالبهم وإيصال أصواتهم إلى زوجها المرشح.

وذكرت أنها تستطيع التواصل مع الناخبات من دون حرج أو تكلف للتعرف على مطالبهن وتطلعاتهن ونقلها إلى زوجها المرشح لتبنيها وتحويلها إلى واقع.

وأوضحت أنها قامت بزيارات إلى تجمعات نسائية لتلمس مدى تقبل الناخبات للمرشح إضافة إلى إبراز أهم مطالبهن المشروعة، ولاسيما حقوق المطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة من النساء والرجال والكويتيات المتزوجات من الأجانب.

صفات زوجة المرشح
وشددت في هذا الصدد على ضرورة أن تكون زوجة المرشح بطبيعتها امرأة اجتماعية ولبقة في حديثها ومرنة في التعامل مع الآخرين لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات لمصلحة زوجها.

وقالت: إنها ساعدت زوجها في إعداد محاور برنامجه الانتخابي بحكم اطلاعها على مطالب وهموم الناخبين فيما حرصت على توجيه أبنائها الخمسة لدعم ومساندة والدهم وحثهم على العمل في الحملة الانتخابية تحت إشرافها.

أما "مناير الغريب" زوجة مرشح الدائرة الخامسة الدكتور حسين الهدبا الرشيدي، فنوهت بأنها تعمل يدا بيد مع زوجها وتشرف معه على أدق تفاصيل حملته الانتخابية التي تركز بشكل أساسي على محاور التعليم والصحة والمرأة والشباب.

وأضافت أنها تعمل مع زوجها في مجال التدريس والتدريب الأكاديمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وكان لهذا الأمر أثر كبير في خلق الانسجام في الرؤى والمشاركة في التخطيط للترشح وتنظيم الحملة الانتخابية.

دور الزوجة بالمنزل
وذكرت أن مسئوليتها تنصب إلى جانب دعمها لزوجها في إيجاد البيئة المريحة الهادئة في المنزل بعد يوم من عمل شاق في التحضير والإعداد للندوات واللقاءات التليفزيونية والرد على أسئلة الصحفيين، وأكدت أنها لا تنسى دورها كزوجة وأم لدعم أفراد أسرتها معنويا وتوفير سبل الراحة لهم والتوازن العاطفي داخل المنزل.

وقالت: إن للأبناء دورا كبيرا في دعم ومساعدة والدهم المرشح، موضحة أن ابنها الكبير يقوم بالإشراف الكامل على حملة والده عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.