رئيس التحرير
عصام كامل

تسييس الرياضة.. وسرنجة منى مينا!


يقولون في الإعادة إفادة، من أكثر من سنة أكرر أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، ويحاول البعض محاولة القفز على الواقع بأن الرياضة شيء والسياسة شيء آخر، ويجب إبعاد الأمرين عن بعضهما، أثار أحد البرامج "التوك شو" هذه القضية، واعتبر أن الفوز على غانا قد استغله السيسي سياسيا، قائلا: "لا تحولوا تشجيع الكورة لسياسة"، وحزين جدا لأن الناس فرحت وأن الرئيس السيسي هنأ بالفوز!


مع كل التقدير لكل مدعى العلم والمعرفة، اسأل هل من يتحدث متابع لما حدث ويحدث في العالم؟ أولا: التاريخ يؤكد أن الرياضة هي الوجه الآخر للسياسة، ونعيد للذاكرة بعض الأحداث التاريخية التي تؤكد هذا، في عام 1980 نظمت موسكو الأوليمبياد، قررت أمريكا والغرب بعدم المشاركة، في 1984 نظمت لوس أنجلوس الأمريكية الأوليمبياد، فقرر الانسحاب المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ردًا على انسحاب الغرب في 1980!

ماذا يمكن أن نسمي هذه المقاطعة المتبادلة من المعسكرين الشرقي والغربي؟! ماذا نسمي استبعاد جنوب أفريقيا عشرات السنين من البطولات الأفريقية والعالمية لأنها كانت تمارس العنصرية وتمارس أشد صور الاضطهاد للسود؟ هل ما حدث كان رياضة أم سياسة أم الإثنين معا؟ عندما قاطع العرب الكيان الصهيوني عشرات السنين في جميع المحافل الدولية.. كان هذا سياسة أم رياضة أم الإثنين معا؟! 

وهل ننسى احتفال العالم التقارب الروسى الأمريكى لمجرد مباراة في الشطرنج بين بطلى العالم سباسكى الأمريكى وفيشر الأمريكى، وهل ننسى أن التقارب الصينى والأمريكى بدأ بمباراة في تنس الطاولة! حتى مباراة مصر وغانا بمدربها الصهيوني، حاول الكيان استغلالها إعلاميا وسياسيا. عفوا يا سادة الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة رضينا أو لم يرض بعض المتاجرين بآلام الوطن!

القضية الثانية بسبب سرنجة منى مينا.. ودور القطاع الأهلي
ففي زيارته لابنته المريضة في الولايات المتحدة الأمريكية في العام الماضى، والتي تعيش فيها مع زوجها النابغ في الهندسة، ذهب معها للطبيب، وعند الانصراف سأل ابنته وزوجها أين الروشتة التي سنصرف بها العلاج!؟ ابتسمت ابنته قائلة: الروشتة أرسلت إلى أقرب صيدلية للمسكن عن طريق الإنترنت وسنذهب لأخذ العلاج منها مباشرة، وعندما وصلوا لأقرب صيدلية، فوجئ صديقى بأن العلاج جاهز ومغلف بكيس شفاف، على الكيس ورقة عليها اسم المريضة وحالتها المرضية وعنوانها، واسم الطبيب وعنوانه بكافة المعلومات الخاصة به.

ربما لا تكون هذه المرة الأولى التي أكتب هذه القصة الحقيقية وليست خيالا، وبفضول الصحفى طلبت معلومات من صديقى يعرفها من ابنته التي قاربت على العشرين عاما في الإقامة في أمريكا، كيف يتم تطوير النظام الطبي في هذه البلدان المتقدمة؟ وما دور الحكومة ووزير الصحة في خلق هذا النظام؟

جاءت السخرية من سؤالى ولكن كانت الإجابة رائعة، لا علاقة بين النظام العلاجى وتطويره بالحكومة بقدر ما هو مسئولية القطاع الأهلي والنقابات المعنية بكل مهنة أو عناصر المهنة المختلفة، النقابات والقطاع الأهلي هو الذي يفكر ويخطط ويبتكر الحلول والبدائل وله اليد الطولى في تطوير المجتمع بشكل عام وليس الحكومات الأمريكية، القطاع الأهلي تستطيع هو الذي يقود والحكومات تتبعه وليس العكس!

صورة أخرى للقطاع الأهلي، وهذه القصة أكررها دائما، زميلة في رحلة إلى لندن وباريس وتركيا عندما سألتها عن أهم ما شاهدته في رحلتها، قالت: دورات المياه العامة في تركيا، واندهشت من كلامها، إلا أنها قالت: إنها لا توجد في بيوتنا وربما ليس في فيلات وقصور الأغنياء في بلادنا، وأضافت أنها نتاج جهد القطاع الأهلي وليس للحكومات!

تذكرت هذا وكل يوم تصدر إحدى النقابات أزمة تثير المجتمع وليس العكس، أين دور نقابة الأطباء لرفع مستوى نظام العمل الطبى؟ إنها مشغولة بمحاولة الكسب بأى وسيلة، السيدة منى مينا لها راتب من النقابة 8 آلاف جنيه، في حين أنها في خصومة مع العاملين وبينهم قضايا حاليا، السيدة مشغولة بالتعاقد مع محامٍ وهو خطأ لوجود شئون قانونية والمحامى راتبه قفز من ألفين إلى خمسة آلاف!

السؤال لماذا لم تذهب السيدة منى مينا للنائب العام؟ إذا كانت تملك ما يؤكد كلامها؟ لماذا لا نتصرف بشكل حضارى وتتجه للقانون بدلا من الإعلام؟! لو أنى أملك الدليل لتقدمت للنائب العام ببلاغ باسم النقابة وصورة من هذا البلاغ للإعلام! هذا إذا كان مقصدى الصالح العام! وليت النقابة تعرف دور النقابات في العالم المتقدم!!
الجريدة الرسمية