رئيس التحرير
عصام كامل

نحن طائفيون!


نعم للأسف نحن طائفيون.. وبعضنا يتظاهر بغير ذلك أو يحرص على إخفاء طائفيته، ولكن أحيانا يفقد حرصه هذا ويفلت منه ما يكشف ويفضح طائفيته.. نحن نتحدث عن المواطنة وأهميتها وضرورتها كركن أساسي لدولتنا وسجلنا ذلك في دستورنا الجديد ليس في مادة واحدة مثل دستورنا السابق.


وإنما في عدة مواد متنوعة وبشكل تفصيلي، ونطالب الحكومة بالالتزام بالمواطنة ونتهمها بأنها تحيد عنها أحيانا ولكننا لا نحاسب أنفسنا لأننا لا نلتزم بالمواطنة في تصرفاتنا وسلوكنا بل وفي كلامنا.. المساواة بين المواطنين لدينا مجرد مبدأ نتغنى به ولكنها ليست قابلة للتطبيق في سلوكنا، فنحن نتصرف ونتحدث وتتحكم فينا اعتبارات التمييز.. التمييز بين المواطنين كبار وصغار.. أغنياء وفقراء.. رجال ونساء.. مسلمين ومسيحيين.. ناهيك بالطبع عن انتماءاتهم المختلفة.. الجغرافية والقبلية والعرقية وأيضا السياسية..

وإذا كنتم تريدون التأكد أننا طائفيون انظروا إلى الطريقة التي تعاملنا بها مع حادث قتل مواطن في أحد أقسام الشرطة.. الجميع في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يصف هذا المواطن سوى أنه قبطي.. والبعض يتهم الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي بإهمال هذا الحادث أو عدم الاهتمام به لأن المواطن الذي فقد حياته قبطي!..لا أحد تعامل مع المواطن بأنه مصري دائما بوصفه مسيحيًا.. بل إن البعض اتهم الكنيسة بأنها لم تتحرك لتفعل شيئًا في هذا الحادث رغم أن هؤلاء دائمًا يحدثوننا عن أبعاد المؤسسات الدينية عن الأمور الدنيوية..

والآن هل عرفتم لماذا يحدث عندنا حوادث طائفية وصدامات دينية.. نحن لا نحتاج فقط لإصلاح الخطاب الديني، وإنما أيضا لإصلاح نفوسنا ونزع الطائفية منها.
الجريدة الرسمية