بالصور.. قصة إخلاص مدرس مصري في عمله ووفاء تلميذه السعودي
«قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولًا»، بيت شعر يعبر عن مقدار المعلم الكبير.
لذا قطع باحث سعودي آلاف الكيلومترات ليصل إلى معلمه المصري في المرحلة الابتدائية، وظل يبحث عنه سنوات وصلت إلى 41 عامًا ليكتشف صدفة عن طريق الإنترنت مكان هذا المدرس، وكان يريد فقط أن يقبل يده، ولم يكن المدرس المصري فقط مدرسا مثاليا لطلاب المملكة ولكنه كان أبا مثاليا، فقد حصل على هذا اللقب من محافظة قنا في عام 2014 عندما كرمه اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا.
"فيتو" رصدت مشهد التقاء الباحث السعودي بمعلمه بعد 41 عاما من آخر لقاء بينهما.
بداية البحث عن أستاذي
ظل الطالب عبدالله قهار الشريف الصوميلي أبو حمزة، السعودي الجنسية البالغ من العمر49 عاما، يبحث عن معلمه الأستاذ الجليل عبد المنعم القاضي المصري الصعيدي ابن مركز قفط جنوب محافظة قنا البالغ من العمر 76 عاما، والذي عمل بالمملكة العربية السعودية بمنطقة "جازان" لمدة 6 سنوات ببداية السبعينيات من القرن الماضي، أخلص بها وبذل كل غال ونفيس ليزرع قيما ويعلم علما ظل راسخا في وجدان طلابه بإخلاص منقطع النظير، الأمر الذي دفع عبد الله القهار للبحث عن أستاذه الذي كان يشعر أنه صاحب في الفضل عليه لما غرسه فيه من قيم وإكساب لمهارات اللغة العربية باحتراف.
فضل الإنترنت
عرف المواطن السعودي طريق مدرسه عن طريق صفحات الإنترنت واسم بلدته من والده عن طريق أحد أقارب المعلم المصري عبد المنعم القاضي، والذي سهل مهمة التوصل لهاتف الأستاذ عبد المنعم القاضي، لتكون أول مكالمة هاتفية بينهما والتي سرعان ما استخرج المواطن السعودي عبدالله قهار أبو حمزة الذي أصبح معلما بوزارة التعليم السعودية قدوة وأسوة بأستاذه عبدالمنعم القاضي، واستخرج على الفور أول جواز سفر ليحجز أول طائرة إلى صعيد مصر وهي أول رحلة سفر له خارج المملكة العربية السعودية،هذا المواطن الذي ظل بالمملكة على مدى 49 عاما خرج فقط للقاء معلمة ليقبل رأسه ويقدم له التحية وفاء له.
أول لقاء بين المعلم والطالب
فجأة طرق باب المعلم وقام بتقبيل يده ورأسه عرفانا وشكرا بالجميل في نموذج نادر من الوفاء والتقدير من قبل الطالب للمعلم الذي ظل على مدى 6 سنوات مخلصا لأبنائه الطلاب، وتعامل معهم على أنهم أبناء عروبة واحدة لم يفرق بين مصري وسعودي في العلم، وإنما حمل على عاتقه تعليم أبنائه الطلاب قيم غرست في طلابه أن يأتي يومًا ليبحثوا عنه فقط من أجل تقبيل الرأس وتقديم الشكر للعرفان بالجميل.
في البداية قال عبد المنعم القاضي ابن محافظة قنا: كنت أعمل بالمملكة العربية السعودية منذ سنوات في فترة خدمتي بالتربية والتعليم، وكان تدريس اللغة العربية بالنسبة لي عشقا لابديل له، لم أكن يومًا أشعر أن تعليم اللغة العربية مجرد مهنة، بل تعليم لقيم وأخلاقيات ورسالة سامية غرستها في طلابي وأبنائي قيما باتت معهم نبراسا لحياتهم قبل أن تجعلهم متقنين للغة العربية بإجادة تامة بالمرحلة الابتدائية.
وعن ذكرياته مع الطالب السعودي أضاف أنه أول من علم الطالب السعودي قواعد وأركان الصلاة الصحيحة والتي سرعان ما علمها لأشقائه وأهل بيته، وقال لهم هكذا علمني الأستاذ المصري عبدالمنعم القاضي بالمدرسة.
ومن جانبه قال الطالب السعودي، إنه ظل يبحث عن أستاذه سنوات طوال، وعقب تخرجه في كلية الدراسات الإسلامية من جامعة الملك سعود، عثر على أحد معارف أستاذه عبر شبكة الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ومنذ ذلك الوقت بدأت أحلم بلقاء أستاذي ومعلمي الأول، وتقبيل رأسه وتقديم الشكر عرفانًا بجميله لما قدمه لي من علم وأخلاق غرسها من خلال تعليمه، مناشدًا كافة المعلمين العرب بأن يخلصوا لطلابهم ويعتبروا كافة طلابهم كأنهم أبناؤهم من ذوي رحمهم من أجل بناء جيل صالح يرتقي بالوطن العربي والإسلامي بكافة المجالات ويفتح صفحات جديدة بين شعوبنا العربية.