رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان السوري غسان مسعود: شائعة إصابتي بمرض خطير أزعجت أهلي وسببت لى أزمة

فيتو

  • التنازل عن جزء من أجرى هو ترخيص لنفسي
  • بيننا وبين صناعة السينما في أمريكا 200 عام
  • هذا سر دفاعى عن عمرو واكد
  • أنا العربي ولا أخجل وأنتمى لتاريخ وحضارة أعتز بها
  • أشعر بالراحة في منزلي ومع أسرتى
  • هناك ظروف تحول دون تواجدى في مصر بشكل دائم
  • مصر هوليود الشرق وصنعت نجومية أغلب نجوم الوطن العربي
  • قيمتي في أمريكا "محفوظة"
  • رفضت تجسيد شخصية الصديق 3 مرات.. وحاتم على قال لي: "أنت جبان"
  • رفضت المشاركة في "واحة الغروب" لأسباب غير إنتاجية
  • مصر بها قامات فنية كبيرة

الفنان السوري «غسان مسعود» فنان مثقف، يحمل بداخله الكثير الطموحات تجاه مهنته وبلده الكبير «الوطن العربي»، حمل على عاتقه مسئولية الفنان العالمي لمشاركته في العديد من الأفلام الأمريكية والأوروبية.

مصر كانت هي الأخرى حاضرة في الحوار مع النجم السوري، الذي رفض اتهامه بعدم رغبته في البقاء في مصر، واختياره الإقامة في لبنان، مشيرا إلى أن ظروفا عائلية فقط هي التي تحول دون تحقق هذا الأمر، وليس هناك أسباب أخرى.

«الانطوائية» صفة لم ينكرها غسان، عندما انتقل الحديث إليها، حيث أشار إلى أنه اعتاد الأمر، ويدرك جيدا أنه يواجه بتساؤلات عدة حول غيابه عن المناسبات واللقاءات الفنية، لكنه عاد ليؤكد: «بحب أقضى الوقت في بيتى وبين أسرتى». 

وعن تفاصيل هذا الأمر.. وأمور أخرى كان الحوار التالي:


- بداية.. ما حقيقة ما يشاع حول أن غسان مسعود يرفض التواجد في مصر بشكل دائم؟

لست رافضا، ولا أريدك أن تقول ذلك، لأنك لا تعلم قيمة ومكانة مصر عندي، فهي أم الدنيا وهوليود الشرق، والتي ساهمت في صناعة نجومية أغلب نجوم الوطن العربي، لكن هناك ظروفا ما، دائما تحول بيني وبين التواجد في مصر بشكل دائم.


- وإقامتك في بيروت.. ألا تحول دونها نفس الظروف، أم أن الأمر به تفاصيل أخرى؟

بيروت بها عدد كبير من أصدقائي وأقاربي، ولي بها منزل منذ سنوات طويلة، لذلك أتواجد بها بشكل كبير، لكن ليس هذا يعني أننى فضلت لبنان عن مصر فلكل منهما مكانة كبيرة بقلبي.


- عدم ظهورك في وسائل الإعلام جعلك عُرضة للشائعات، فما هي الشائعة الأخطر بمشوارك الفني؟

تتحدث وكأنك كنت تسمعني، فمنذ ساعات قليلة كنت أتحدث مع أحد أصدقائى عن آخر الشائعات التي واجهتها، وتسببت لي في أزمة كبيرة، وهي شائعة إصابتي بمرض خطير، وللأسف هناك بعض الفضائيات تداولت الشائعة دون التحقق، وهو ما تسبب في إزعاج أهلي وكل المحبين، واندهشت من إطلاقها وحاولت معرفة مصدرها إلا أنني وجدت أن كل جهة من الجهات تلقى بالاتهام على الجهة الأخرى. 


- بالحديث عن شائعة المرض.. هل تخاف منه؟

بالطبع مثلي مثل أي إنسان طبيعي يخاف من المرض، ولا تستمع لمن يقولون إن ذلك قلة إيمان، فالإيمان ليس له علاقة بالمخاطر التي تصيب الإنسان، لكن دعني أقول لك إن الأمر لا يسيطر على تفكيري.


- البعض يستغرب عندما يعلم أنك بطبعك انطوائي لدرجة كبيرة رغم أن الفن مشاركة، تعقيبك؟

أعترف بأننى لست مختلطا بالوسط الفنى ولا أسهر سهراتهم ولا أجلس معهم، ونادرا ما يحدث اتصال هاتفي بينى وبين أحد الفنانين، وأعلم أن ذلك شيئا ليس محمودا لكننى بطبيعتي أحب العزلة، وأشعر بالراحة عندما أكون في منزلي ومع أسرتى.


- بالعودة للحديث عن غيابك، هل عدم عملك في مصر سببه مغالاتك في أجرك؟

من وجهة نظري ليس هذا سببا، لكن أعتَبِرْهُ أنه سبب رئيسي لدى بعض المنتجين، كما أننى أريد أن أشير هنا إلى أننى لا أبالغ في أجري، لكن لا أتنازل عن حقي، والبعض يستغل ظروف سوريا السياسية ويقلل من أجر ممثليها، وهذا ليس في مصر فقط لكن في بعض الدول العربية، ولا أقبل ذلك؛ لأنني ممثل أقدم فني مقابل أجر يضمن لي احترام نفسي وما أقدمه، وأعتبر أن التنازل عن جزء منه هو ترخيص لنفسي وأعتقد أنك لا تقبل ذلك.


- وهل هذا هو السبب في اعتذارك عن المشاركة في مسلسل "واحة الغروب"؟

أريد قبل أن أجيبك توجيه الشكر لبعض الجهات المنتجة والمخرجين المصريين على تذكرهم لي منذ 10 سنوات وحتى الآن، حيث أتلقى عروضا باستمرار وأحضر أحيانا إلى القاهرة، وكان آخرها بالفعل مسلسل واحة الغروب، وتلقيت 9 حلقات من السيناريو، وأعجبت بها، فضلا عن إعجابي بالرواية الأصلية للكاتب بهاء طاهر، إلا أننى لم أتفق مع شركة العدل جروب على الأجر فاعتذرت عنه.


- شاركت في أعمال للسينما العربية والعالمية.. هل يمكن أن تكشف لنا أوجه الاختلاف بينهما؟

(يضحك) لا وجه للمقارنة من الأساس فالاختلاف شاسع وبعيد المدى، فعندما أعمل في السينما الأمريكية يكون بداخلي اقتناع أن فيلمي سيراه العالم، أو على الأقل مليار أو 500 مليون مشاهد من مختلف الجنسيات، إضافة إلى اختلاف التقنيات التكنولوجية التي لا يجوز مقارنتها بيننا وبينهم.

- هل هناك اختلاف في الأجر أو المعاملة؟

اختلاف كلي، فقيمة النجم في أمريكا محفوظة، سواء من الناحية المادية أو الأدبية، فالأجر والتريلر والحالة العامة الموجودة في الكواليس شيء مقدس.


- كيف تصف صناعة السينما بأمريكا؟

أعتبر صناعة السينما في أمريكا من الصناعات الثقيلة التي لا تقل عن صناعة حاملات الطائرات، فنحن نعلم جيدا أنها غزت العالم بواسطة الصورة وسلسلة أفلام سوبر هيرو ورامبو، فهم يكسبون حروبهم من قبل خوضهم لها عبر السينما، ولا أجد حرجا عندما أقول إن هناك 200 عام بيننا وبينهم.


- بصراحة شديدة.. هل تتنصل من كونك عربيا عندما تكون بين نجوم هوليود؟

أحزنتني.. فأنا العربي ولا أخجل، لأنني أنتمى لتاريخ وحضارة أعتز بها ويكفي الحضارة المصرية البالغة 7 آلاف سنة من العمر.. فكيف يمكنني أن أتخلى عن هذا الانتماء؟! كيف أتمكن من إلغاء هويتى! إذا رميتها سأكون خائنا ولن أكون كذلك، ودعني أقول لك إنني عندما أتحدث مع الأمريكان أتحدث من منطق قوة وليس ضعفا، بسبب هذا الإرث التاريخى والحضارة العظيمة الذي يدفعنى للحديث بفخر وليس بخجل، ولكنى حزين لوضع بلادنا العربية؛ لأنها تستحق أن تكون في المقدمة.


- هل تتابع السينما المصرية الحالية؟

أتابعها من آراء النقاد والفنانين في مصر، وأشعر بعدم رضا عما يقدم، فما يعرض اليوم مستواه ليس جيدا باستثناء ما يُقدم في بعض الأفلام ويحرص عليه بعض المخرجين مثل فيلم الفيل الأزرق، وأيضا هناك من الكوميديا الكثير مثل ما يقدمه أحمد حلمي فمصر بها قامات كبيرة.


- هل توافق العمل مع السبكى في بطولة فيلم من إنتاجه؟

أمتنع عن الإجابة، ولكن دعني أقول لك إنني رجل عاقل، وهذا سؤال صعب، لكني سمعت أن يسرى نصر الله تعاون معه، وهذا ما يؤكد أن "السبكي" رجل يعلم ماذا يعمل.


- وما سر دفاعك الدائم عن عمرو واكد؟

هناك اتهام لعمرو بأنه مثل مع ممثل إسرائيلى، وهو قال إنه لم يعرف جنسيته، وكان يعلم في البداية أنه مغربي، ولكن عندما انتهى من التمثيل وسأله عن بلده تفاجأ بأنه إسرائيلى، فلا يجوز له الانسحاب من العمل؛ لأن ذلك يعتبر إهدارا لسمعة الممثل، ولكنى أقول لماذا دائما نهرب؟! الهرب لن يفيدنا كعرب، بل يفيدهم هم في التواجد ولا يفيدنا عدم التواجد، علينا أن نواجه العالم وألا نهرب.


- أريد أن أنتقل بك إلى منطقة شائكة وهي تجسيدك لشخصية أبو بكر الصديق بمسلسل «عمر» هل خشيت من ذلك؟

أريد تصحيح الجملة وأقول «اهتز كياني» واعتذرت عن عدم تجسيدها ثلاث مرات لما لها من هالة عظيمة تجعل أي ممثل يتردد في تقديمها، لكنني وقعت تحت ضغوط المخرج حاتم على، الذي قالي لي: "أنت جبان وخائف" عندما اعتذرت، فنظرت إليه وقلت: "لست بجبان أو خائف وسأقدم الدور"، وبعدها وجدت نفسي في مأزق، سألت نفسى كيف سأقدم الشخصية؟ أي نوع من الإيمان سأقدمه؟ كيف سأتوحد مع هذه الشخصية كي أكون مقنعا للجمهور؟ فتوصلت إلى أن ألجأ إلى تقنيات التمثيل أو التعامل باحترافية مع الدور، وقررت ألا أمثل على الإطلاق.


- بعيدا عن الفن.. كيف ترى الأوضاع حاليا في سوريا؟

ما تشهده سوريا حاليا لم يشهده التاريخ عبر عصوره، ومن يعتقد أن الأوضاع هناك تختصر في كلمة ثورة أو حراك أو هناك نظام يريد قتل شعبه فهذا كلام فارغ، وعن نفسى أرى أن الأمم الكبرى ترسم خرائطها بدماء الشعب السوري والليبي والعراقي فما يحدث حاليا يستحق أن نقف كثيرا عنده.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية