رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات المقاطعة والأثر


من فترة إلى أخرى تظهر دعوات لمقاطعة بعض السلع والدعوة إلى عدم استخدامها حتى تنخفض أسعارها وهذه الدعوات تجد الموافقة عليها من البعض دون التفكير في الآثار.


لا شك أن الدعوات قد تؤثر فى نسب الاستهلاك لفترة تؤثر فى الاستهلاك على حسب طبيعة الحاجة للسلعة فإن كانت السلعة أساسية فإنها لا يمكن الاستغناء عنها ومرونة السعر بالنسبة لها بسيطة أي أن التغير في الأسعار بالزيادة لا يجد تغييرًا في نسب الاستهلاك كأثر.

أما لو كانت السلعة غير أساسية فإن أي تغيير في الأسعار فإنه يؤثر فى نسب الاستهلاك؛ لأن مرونة السلعة كبيرة.

السوق مفتوحــة وإذا أردنا أن نقوم بتخفيض السعر علينا بالدخول في فئة المنتجين لزيادة العرض الذي يترتب عليه مجابهة الطلب وإشباع الحاجات دون عجز ناتج عن طلب زائد من المجتمع وإن دعوات المقاطعة بالتأكيد لن تستمر وإن استمرت فإنه لن يعزف المجتمع إلا عن السلع غير الأساسية وليست أبدًا السلع الأساسية.

إن هذه الدعوات تلقن المنتج درسًا يترتب عليه تحقيق خسائر له غير متوقعة وإن توقعاته بتحقيق الأرباح من القيام بالإنتاج أو حتى الاتجار لم يتحقق مما يترتب عليه عزوف البائع عن الاتجار أو الخروج من سوق هذه السلعة مما يترتب عليه الإقلال من المنتجين ومع ثبات الطلب أو تزايده فإن هناك احتمالا كبيرا لارتفاع الأسعار في الدورة الإنتاجية المقبلة مما يزيد من معدلات التضخم وهى انخفاض قيمة الجنيه في إشباع الحاجات التي كان يمكنه إشباعها في الماضي وهذا سيؤثر فى أصحاب الدخول الثابتة من رواتب وإيجارات ومعاشات وأي عوائد ثابتة أخرى.

قبل أن نفكر في معالجة الآثار علينا أن نفكر في معالجة المرض نفسه لا أعراضه وإن التفكير في المقاطعة هو التعامل مع الأعراض فقط التي يمكن تخفيضها لمدة مؤقتة أما التعامل مع المرض والاتجاه إلى زيادة المنتجين هو العمل السليم لزيادة الإنتاجية التي تشبع الطلب المتوقع.

وإلى أن يتم ذلك فإن علينا أن نقوم بتخفيض معدلات الاستهلاك ومعدلات تكرار الطلب رغبة في تخفيض الضغوط على السلع وترشيد استهلاكها وهو المطلوب أساسًا وليس دعوات مقاطعة تؤثر فى الإنتاجية وتخرج المنتجين من الأسواق.
الجريدة الرسمية