رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة المحروسة من بيروت: مصر قرارها مستقل وعادت لدورها الإقليمي.. شكري أول وزير خارجية عربي يصل لبنان.. نقل دعم السيسي لعون والحريري.. ويلتقي قادة الطيف السياسي

فيتو

أكدت مصر اليوم استقلال قرارها في السياسة الخارجية وعدم تبعيتها لأي دول تعيش حلم الهيمنة الإقليمية، وتسعى جاهدة لتغييب الدور المصري وجعل القاهرة مجرد تابع في طابور المنتظرين للمنح والعطايا.


ويعد وصول سامح شكري إلى لبنان، كأول وزير خارجية عربى تهبط طائرته في مطار رفيق الحريري لتهنئة الرئيس ميشال عون، وإعلان دعم مصر لاستقرار الدولة اللبنانية ومساندة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في خطواته الرامية لإنهاء الانقسام الداخلى، رسالة تأكيد من المحروسة على عودتها إلى ممارسة دورها الإقليمي ومساندة الدول العربية في طريق الاستقرار والابتعاد عن الصراعات المذهبية والطائفية، بلغة قومية اعتادتها الدبلوماسية المصرية، وحملت الزيارة في شقها الثانى رسالة تأكيد على استقلال القرار المصري في السياسة الخارجية والتحرك وفق رؤيتها للأمن القومى العربى.

رسالة السيسي

التقى وزير الخارجية، مع الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون، في قصر بعبدا ببيروت، وسلمه رسالة تهنئة وتضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضمنت دعوة الرئيس اللبناني إلى زيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، أن الوزير شكري أكد - خلال اللقاء – ارتياح مصر لما تم تحقيقه من نجاح على مسار استقرار الحياة السياسية في لبنان وتطلعها إلى استعاده لبنان القيام بدورها العروبي باعتبار أن استقرار لبنان وسلامتها يعد دعمًا لاستقرار الدول العربية والمنطقة التي تواجه العديد من المخاطر والتحديات.

وأعرب وزير الخارجية، عن تطلع مصر لنجاح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومته في أقرب فرصه، مؤكدًا دعم مصر الكامل لكل الجهود التي تستهدف دعم استقرار لبنان وسلامته.

وأضاف أبو زيد، أن اللقاء بين وزير الخارجية سامح شكري والرئيس اللبناني ميشيل عون تطرق إلى الأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه المنطقة لا سيما الأوضاع في سوريا، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم الحلول السياسية للأزمة السورية وتشجيع الأطراف السورية على التوصل للتوافق المطلوب؛ من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.

لقاء الجميل

فى ذات السياق استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي وزير الخارجية يرافقه السفير المصري في لبنان نزيه النجاري والوزير المفوض ياسر علوي والمستشارون أحمد أبو زيد، كامل جلال ونادر زكي.

وحضر اللقاء الرئيس أمين الجميل، الوزير في حكومة تصريف الأعمال الآن حكيم، ونائبا رئيس حزب الكتائب جوزيف أبو خليل وسليم الصايغ.

وبعد اللقاء جدد شكري التأكيد أن الزيارة هي دعم للبنان وقال: "نتطلع للمزيد من التواصل ومصر تقف إلى جانب لبنان وقفة قوية" معتبرا أن ما لدى لبنان من قدرات سوف يؤدي إلى تحقيق كل ما يطمح إليه الشعب اللبناني.

أما النائب الجميل فقال بعد اللقاء: "نشكر معالي الوزير على حضوره وخاصة أنه تربطنا بمصر علاقة تاريخية وهي علاقة احترام ومحبة للبنان".

وأضاف: "نقدر دور مصر الكبير والاهتمام بالاستقرار في لبنان ولقيام دولة مستقلة وسيدة" آملا في أن يستمر التعاطف والتواصل المصري مع لبنان وشدد على أن دور مصر الإيجابي في لبنان موضع تقدير من كل اللبنانيين وشكر مصر على الجهد الذي تقوم في لبنان ووصفه بأنه جهد إيجابي لناحية التفتيش عن حلول ولما يمكن أن يحمي لبنان في هذه المرحلة.

ووجه الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود التي يبذلها واهتمامه بلبنان متمنيا له النجاح في القضاء على الإرهاب، وقال: "العلاقة ستستمر ودور مصر الإيجابي في لبنان موضع تقدير من كل اللبنانيين".

القيادات السياسية

كما التقى كل من وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وقدم شكري خلال لقاءاته التهنئة للقوى السياسية اللبنانية على إتمام الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس الجمهورية بنجاح، مؤكدا دعم مصر للبنان حكومة وشعبا ولكافة التيارات السياسية اللبنانية.

دعم الحريري

استقبل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في "بيت الوسط"، وزير الخارجية سامح شكري والوفد المرافق، وعقد معه اجتماعا حضره الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والنائب السابق باسم السبع والمستشار الدكتور غطاس خوري والسيد نادر الحريري، وجرى خلال اللقاء الذي استكمل إلى مائدة غداء عرض الأوضاع المحلية والإقليمة والعلاقات الثانية بين البلدين وسبل تفعيلها على مختلف الصعد.

وبعد اللقاء قال شكري: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري ونقلت له تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، كما سلمته رسالة خطية من الرئيس السيسي للتهنئة على ما أنجزه لبنان على صعيد الاستحقاق الرئاسي وقرب الانتهاء من مشاورات تشكيل الحكومة، مما يؤشر لاستعادة لبنان مؤسساته وتلبيته لطموحات شعبه وحاجاته".

أضاف: "كذلك جرى عرض لأوجه التعاون الثنائي، وأكدت له اهتمام مصر بتكثيف التواصل مع الأشقاء في لبنان على كل المستويات، لمزيد من الدعم المتبادل، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتطرقنا خلال اللقاء إلى التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، من انتشار ظاهرة الإرهاب إلى الاضطراب القائم في دول المشرق العربي، وأهمية استعادة الدول لاستقرارها واضطلاع مؤسساتها بدورها والحفاظ على وحدتها، وأهمية أن تقوم العلاقات في ما بين الدول العربية على التضامن والعمل المشترك لتعزيز الأمن القومي العربي، وحمايته من أي تدخلات من خارج الإقليم، من شأنها أن تطوع مقدرات الشعوب العربية وتضع أعباء ضخمة على كاهلها جراء الصراعات عسكرية، إضافة إلى ما نشهده من تأثير بالغ السوء على أوضاع العديد من الدول العربية".
الجريدة الرسمية