الريس مرسى بتاع الأسطى أسامة
قبل أن يصعد الإخوان إلى السلطة، وفقط بانتهاء مراسم استفتاء 19 مارس 2011 على تعديلات مبارك لدستور 1971 بـ"نعم" التى أدخلتنا جهنم الجماعة وأربابها، كانت كلمات الأسطى أسامة توجه إلى شخصى والمصريين بثقة "من النهاردة يا أفندى ولا طرف هيقدر واحد منكم يدوس عليه للإخوان، وأى حد هايفتح بقه معانا هايشوف أيام أسود من شعر رأس أمه".
الأسطى الإخوانجى الذى لم يراع جهود أمثالى ممن دافعوا عن ضحايا الاعتقال والتعذيب من أتباع جماعته وغيرها، تحول فى منطقته من نقاش إلى شيخ للنقاشين ومشهلاتى للجماعة بفضل "واجباتها" معه والتى قلبت حياته تمامًا ليخلع العفريتة ويرتدى "البليزر"، فهو النموذج الأصغر المختبىء إعلامياً والمنتشر شعبيًا، القادر على إكساب جماعته أو إفقادها ثقة فقراء ومحتاجين وجهلة وأنصاف متعلمين ومرتزقة وانتهازيين وفلول متحولين.
هكذا كانت تشكيلة أنصار الجماعة وأربابها وذراعها السياسية بعد "خطوة" 25 يناير وحل حزب مبارك الذى "والسوا" أقطابه فى دوائرهم، عزمى وغالى وسرور وعز وغيرهم، ليضموا إليهم قيادات وسطى وتحتية بوحدات وشياخات الحزب بأغلب دوائر المحافظات وقرى وكفور الريف، وتتحول كارنيهات الرحلات الصيفية والحشد لضرب المعارضة وتعرية الصحفيات والناشطات فى 2005، إلى عضويات فى تيار "مكفر" و"مخون" يمارس أبشع أنواع القمع والتضحية بخيرة شباب مصر بعد يناير.
النموذج السلطوى "الغشيم" لمشهلاتية الجماعة فى الشارع المصرى ظهر بانتخاب رئيس للجمهورية من عينة صاحب خطاب "أهلى وعشيرتى.. ولاد خالتى وعمتى.. والباقى تحت جزمتى"، والذى أراد به مجلس شورى "المقطم" أن يظهر مبكراً العين الحمراء للمصريين، ويفقد أغلبهم الثقة فى كل من تتسم ملامحه بالالتزام الدينى والخلقى، وتتحول "سيماهم فى وجوههم" إلى دلالة على الكذب والشر والبلطجة.
لم أتعجب كثيرًا لموقف زميلى الصحفى الذى مزق كارنيه عضويته بالوطنى لينضم إلى الجماعة وحزبها ويصبح من "محبيها"، مدافعاً عن جرائمها عبر تسويقها إلكترونيًا، أو صديقنا المشترك أستاذ علم النفس وفنون التربية ومقدم برامجها على إحدى قنوات تكفير المعارضين، والذى كانت عضويته بحزب زكريا عزمى أشبه بحالة الزواج العرفى، فكله عند العرب "برتقال" حسب تعبيره، والمشروع الإسلامى الذى فشل فى تطبيقه عبر سرور والشاذلى وعزمى وغالى وعز ونظيف وجمال مبارك، سينجح بالضرورة فى إنجازه مع "بتوع ربنا" فى مواجهة "حمضين اللى خمنا والبرادعى العميل وبلطجية وقوادى ومومسات ومدمنى التحرير والاتحادية".
مرحلة التصفية الجسدية للثورة والثوار سبقتها تصفية "نفسية" وعملية غسيل مخ لمجتمع وتعليم أغلبه مفاهيم الرشوة والانتهازية والمماطلة والموائمة واتباع فساد الحاكم وتبريره جرائمه وتجميل جبروته، مرحلة كانت كل مؤسسات الدولة راعية لها دون استثناء، إذا ما ربطنا الحال على الأرض بتصنيف مصر فى مؤشرات مدركات الفساد العالمية سنويًا.
حالة الردة على الثورة كانت تضمنها قوى متابعة للمشهد العربى عموماً والمصرى على وجه الخصوص، تدرك معها أن تقدم معدلات التخلف والأمية وارتباطها بالفقر، ينتج بالضرورة مجتمعات منغلقة على ذاتها ومتقربة إلى "السماء" كمنجاة وملاذ أخير، ولا يلزمها سوى قوة تجيد طهى خلطة دينية سياسية تخرج فى صورة وجبة دسمة من التطرف والإرهاب والعنف المجتمعى المتبادل والسياسى الموجه والدينى الممنهج، فكانت الإخوان ومن على شاكلتها من جماعات فى صدارة مشاهد الإتجار بسلعة استهلاكية جاهزة يوميًا اسمها العنف النظامى أو إرهاب الدولة إذا ما تم انتاجه "سبايسى".
عودة الثورة إلى مسارها وأهدافها تستلزم "إحياء" شعب لا "إنقاذ" جبهة أو تأييد حركة موسمية أو مناصرة تيار سياسى، فقواعد اللعبة اختلفت بحضور الأسطى أسامة ونموذجه المتكرر بالشارع ودواوين الحكم والصحافة والإعلام.. والرئيس "بتاعه".