رئيس التحرير
عصام كامل

لغز «الأزهري» والمشيخة.. «عبد السلام» يدير معركة «التضييق عليه».. مصادر: استبعاد المستشار الديني للرئيس من إلقاء المحاضرات وحضور الندوات وتجديد الخطاب الديني كلمة السر

 الدكتور أسامة الأزهرى
الدكتور أسامة الأزهرى

"حرب طويلة الأجل.. صاحب النفس الأطول سيفوز بها".. هذه العبارة يمكن أن تلخص المشهد الراهن فيما يتعلق بالأزمة الدائرة بين الدكتور أسامة الأزهرى، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، من جانب وقيادات مشيخة الأزهر الشريف من الجانب الآخر، فمنذ أن تم تصعيد "الأزهري" إلى المجلس الاستشاري لرئاسة الجمهورية، وتعيينه عضوًا بمجلس النواب، وانتخابه وكيلًا للجنة الدينية، ساءت العلاقة بينه وبين مشيخة الأزهر الشريف، بعد أن فشل محمد عبد السلام المستشار القانوني والدستوري للإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب في السيطرة عليه.


ورغم أن معظم المؤسسات تستعين بالدكتور أسامة الأزهري عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية لإلقاء ندوات ومحاضرات بها حول تجديد الخطاب الديني، كإرجاع الأمر لعذوبة لسانه ورقة كلامه وفكره المستنير، فإن المؤسسة التي يعتبر أحد أبنائها وهي الأزهر الشريف لم تفكر يومًا في الاستعانة به حتى الآن.

وفي ذات سياق الاستبعاد، منذ بدء العام الدراسي الحالي، نظمت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، عدة ندوات بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، دون الاستعانة به هي الأخرى، بعد أن كانت تسند إليه العديد من المحاضرات خلال العام الدراسي الماضي، وتحظى بحضور مكثف من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس.

تجدر الإشارة هنا إلى أن العلاقة بين الدكتور أسامة الأزهري، عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، وقيادات الأزهر الشريف بدأت تسوء، بعد أن أسند الرئيس عبد الفتاح السيسي مهمة تجديد الخطاب الديني إلى "الأزهري" ما وصفه البعض بأنه يعد تأكيدا من الرئاسة لفشل المشيخة في عملية التجديد، التي ينادى بها الرئيس منذ أكثر من عامين، إذ لم تقدم المؤسسة الدينية حتى الآن ما يدل على نيتها في التجديد، أو إصدار وثيقتها الأولى له، على الرغم من تأكيدها إصدارها بعد عيد الفطر الماضي مباشرة.

وشهدت العلاقة مزيدًا من التوتر بعد انتخاب "الأزهرى"، وكيلا للجنة الدينية بمجلس النواب، حيث رفض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أو أي قيادي بالمشيخة، إجراء أي اتصال "الأزهري" لتهنئته كما فعلت باقي وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.

ورغم تحدث بعض أعضاء اللجنة الدينية عن حدوث لقاء مرتقب بينهم وقيادات الأزهر الشريف، فإن ذلك لم يحدث حتى الآن، بسبب تخوف قيادات المؤسسة من لقاء الدكتور أسامة الأزهري، وكيل اللجنة، والدكتور أسامة العبد رئيسها، إذ تشهد العلاقة بينه والدكتور أحمد الطيب هو الآخر توترا شديدا، بعد تركه وحيدًا يواجه عبث الإخوان بالجامعة في أثناء رئاسته لها خلال العام الدراسي 2014/2013.

ويسعى الأزهر دومًا عن طريق محمد عبد السلام، المستشار القانوني والدستوري للإمام الأكبر، إلى إبعاد الدكتور أسامة الأزهري عن أي عمل يقوم به، على الرغم من أنه هو الشخص المفوض من رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني، ويتضح ذلك من عدم استعانة المشيخة به أو توجيه الدعوة له في أي ندوة أو أي مؤتمر تنظمه، منذ أن نادي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادات المؤسسة الأزهر والإفتاء والأوقاف بعمل ثورة دينية.

كما تحاول مشيخة الأزهر الشريف التضييق على الدكتور أسامة الأزهري بإبعاده عن الندوات والمؤتمرات التي تعقدها، وكان آخرها التي تنظمها الرابطة العالمية للخريجين داخل كليات الجامعة، وعدم نشر فكره بين الطلاب على الرغم من حبهم الشديد له.

مصادر مطلعة داخل المشيخة أكدت أن عبد السلام المستشار الدستوري والقانوني للإمام الأكبر طالب أسامة ياسين، نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، بعدم الاستعانة بالدكتور أسامة الأزهري في الندوات التي تعقد داخل الجامعة، بحجة أنه يكره الدكتور أحمد الطيب.

المصادر ذاتها، كشفت أيضًا أن المستشار الدستوري والقانوني للإمام الأكبر وبخ أسامة ياسين، نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر؛ بسبب الاستعانة بالدكتور أسامة الأزهري في ندوة "كيف تكون عالمًا أزهريًا"، التي نظمتها الرابطة خلال شهر سبتمبر، فضلًا عن ندوات كليتي الدعوة والدراسات الإسلامية بمدينة نصر، خلال العام الدراسي الماضي.

وأكدت أيضًا أنه تمت إحالة إحدى موظفات الرابطة العالمية لخريجي الأزهر للتحقيق بعد أن ذكرت في أحد التقارير اسم الدكتور أسامة الأزهري متبوعًا بصفة "مستشار رئيس الجمهورية".

من جانبه أوضح أحمد عبدالحميد، مدير إدارة الروابط الداخلية بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أن سبب عدم الاستعانة بالدكتور أسامة الأزهري في الندوات يعود إلى كثرة انشغاله، وعدم وجود وقت فراغ لديه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الرابطة استعانت بالدكتور أسامة الأزهري في ندوة "كيف تكون عالما أزهريا"، التي تم تنظيمها للطلاب الوافدين.

مدير إدارة الروابط الداخلية –في سياق حديثه- نفى أنه يكون لديه علم بإحالة إحدى الموظفات للتحقيق على خلفية كتابتها الدكتور أسامة الأزهري مضافًا إليه صفة مستشار رئيس الجمهورية، مبررًا الأمر بأن هناك الكثير من التحقيقات تتم بالرابطة، حسبما قال.

"نقلًا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية