القوات المسلحة تحتفل بذكرى الحرب العالمية الأولى.. الجيش دافع عن الجزيرة العربية ونصر الإنسانية في 1914.. دفن شهداءنا في أوروبا.. و1.2 مليون مصري شاركوا في الحرب
احتفلت القوات المسلحة اليوم الأربعاء، بإحياء الذكري 102 للحرب العالمية الأولى بمسرح الجلاء، بحضور عدد كبير من قادة القوات المسلحة، والملحقين العسكريين الأجانب في القاهرة، وعدد من الكتاب والأدباء والشخصيات العامة وطلبة الجامعات وطلبة الكليات العسكرية.
وأناب الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الإنتاج الحربى، اللواء أركان حرب "محمد عبد الفتاح الكشكي" مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية، لحضور الاحتفالية الثقافية، التي نظمتها هيئة البحوث العسكرية، بمناسبة الاحتفال بمرور ١٠٢ عام على المشاركة المصرية في الحرب العالمية الأولى وما قدمه الجيش المصرى من بطولات وتضحيات وأعمال جليلة، ساهمت في الانتصار للقيم والمبادئ السامية للحضارة الإنسانية.
حضارة راسخة
وقال اللواء أركان حرب شريف فهمي بشارة رئيس هيئة البحوث العسكرية، إن الجيش المصرى يستمد قيمه وتقاليده من حضارته الراسخة، التي تضرب بجذورها في أعمال التاريخ، واستعرض الدور الذي تقوم به هيئة البحوث العسكرية لتوثيق تاريخ العسكرية المصرية، الحافل بالإنجازات، التي من بينها المشاركة المصرية في الحرب العالمية الأولى، وما قدمته من بطولات وتضحيات أشادت بها جميع الدول.
وأوضح بشارة خلال كلمته في احتفالية مرور ١٠٢ عام على مشاركة الجيش في الحرب العالمية الأولى، أن الجيش المصرى هو أقدم جيش عرفه التاريخ منذ أيام الفراعنة، وقد دافع عن الجزيرة العربية، ورد هجوم الصليبيين والتتار، وشارك مع الحلفاء في 5 أغسطس 1914، لنصرة الإنسانية، وشارك في هذه الحرب داخل 3 قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، وكان ترتيبه الثامن من حيث عدد القوات المشاركة.
وأشار إلى أن الجيش المصرى قدّم آلاف الشهداء في الحرب العالمية الأولى، ودفن من سقطوا من هؤلاء الشهداء في بلاد مختلفة بمقابر الكومنوليث، وعبّر قائد جيوش الحلفاء في أوروبا عن بسالة الجندى المصرى قائلا: "الجندى المصرى هو المثل الأعلى للقائد المقاتل القوى العنيد".
الدفاع عن 3 قارات
وأكد أن المشاركة المصرية، مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى في 3 قارات، بصد هجوم العثمانيين من الشرق، وحارب في الشام والعراق والجزيرة العربية، دفاعا عنهم في آسيا، وصد هجوم السنوسى، من الغرب وهجوم سلطنة دارفور من الجنوب، في أفريقيا.
كما شاركت مصر على الجبهة الأوروبية بمائة ألف مقاتل من سلاح العمال "المهندسين حاليا" "والهجانة" حرس الحدود حاليا، حيث قاتلوا في دول أوروبية عديدة منها، "بلجيكا وفرنسا وإيطاليا واليونان"، واستشهد الكثير منهم ودفنوا بمقابر الكومنولث بأوروبا وكانوا سببا رئيسيا في انتصار الحلفاء، ومنح العديد منهم وسام فيكتوريا، الذي يعد أرفع الأوسمة العسكرية، التي تمنح للقادة، الذين أثروا في تاريخ البشرية.
صفحة بطولة لشعب مصر
وشدد على أن الحرب العالمية الأولى لم تكن حربا عادية، لكنها كانت صفحة من صفحات البطولة والفداء لشعب مصر العظيم، ويتم الاحتفال بها اليوم تخليدا لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل الإنسانية، لافتا إلى أن مصر لم تحارب يوما طمعا في القتال، ولكنها كانت دوما تحارب للذود عن الوطن وحماية مقدساته، قائلا: "مصر كانت ومازالت وستظل داعية للسلام في العالم أجمع".
وأشار رئيس هيئة البحوث العسكرية إلى أن الجيش المصرى ظل دوما محافظا على آمال شعبه وتطلعاته ولم يخذله أبدا، على مر التاريخ الطويل، وقد تأكد هذا الدور في ثورة 25 يناير 2011، ثم تأكد مرة أخرى في ثورة 30 يونيو 2013، قائلا: "دور القوات المسلحة سوف يكتبه التاريخ على صفحات من نور".
علاقة عبقرية بين الشعب والجيش
وأضاف: "لقد حققت القوات المسلحة كل مقومات التميز والتفرد في علاقة عبقرية بين الجيش والشعب، انطلاقا من أن أبناء مصر جميعا هم أبناء القوات المسلحة، ولم يفلح أحد في أن يضع حاجزا بين الشعب وقواته المسلحة، وقد حرصت القوات المسلحة أن يكون الشعب دائما مالكا لإرادته.
وفى نهاية كلمته وجه رئيس هيئة البحوث العسكرية تحية إجلال وإكبار للشهداء الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم من أجل مصر، على مدى العصور، قائلا: "عاشت القوات المسلحة بقواتها ورجالها وعاشت مصر حرية أبية قلعة للأمن والسلام".
فيلم وثائقي
وتم عرض فيلم وثائقي عن مشاركة الجيش المصري في الحرب العالمية الأولى؛ وذلك مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى في 3 قارات، بصد هجوم العثمانيين من الشرق، وحارب في الشام والعراق والجزيرة العربية، دفاعا عنهم في آسيا، وصد هجوم السنوسى، من الغرب وهجوم سلطنة دارفور من الجنوب، في أفريقيا.
حقائق في تاريخ الحرب
وألقى الدكتور أشرف صبرى الباحث في تاريخ مصر العسكري؛ كلمة أشار فيها إلى رحلته في البحث عن حقائق في تاريخ الحرب العظمى، التي استمرت لأكثر من ١٥ عاما، واكتشافه للعديد من الوثائق، التي تؤكد بطولات جيش مصر في تلك الحرب، ودعم الجيش المصرى لدول الحلفاء واعتراف العديد من هذه الدول بفضل الجيش المصرى، والذي تم تتويجه برفع علم مصر على النصب التذكارى للشهداء المصريين في هذه الحرب.
وأشار "صبرى" إلى أنه زار المكتبات الوطنية في إنجلترا وفرنسا، من أجل الوصول إلى حقائق مشاركة مصر بالحرب العالمية الأولى، وتوجه للأرشيف الوطنى الفرنسى والبريطانى وكانت وثائق سرية ورفع عنها الحظر وتوثق بطولات جيش مصر ووقوفه إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى زيارة جامعة توتنهام، واطلع على مذكرات "السير وليم برونيات" المستشار المالى والقانونى، لمصر في فترة الحرب العالمية الأولى، كما زار أيضا مقر الكومنويلث، وفوجئ بأن هناك شهداء مصريين تم دفنهم في 5 دول أوروبية، شاركوا في الحرب العالمية الأولى.
وأشار الدكتور صبرى إلى أنه توجه إلى القوات المسلحة وأعلمها بما لديه من وثائق وصور ومستندات، وكانت له خير عون في استرداد حقوق الشهداء، ورفع العلم إلى جانب أعلام الحلفاء بعد عمل استمر لأكثر من ٥ سنوات بجهود قادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين المصريين في مختلف دول أوروبا.
مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية
من جهته؛ قال اللواء أركان حرب محمد عبد الفتاح الكشكي؛ مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية؛ إن هناك عملا كبيرا قد تم بين هيئة البحوث العسكرية والمخلصين لمصر؛ من ضمنهم الدكتور أشرف صبرى الباحث في للتاريخ العسكري؛ لإثبات حقوق المصريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى؛ وقد سارعت القوات المسلحة بتشكيل لجان متخصصة للمعاونة والمساهمة في إثبات حقوق المصريين الذين شاركوا في الحرب.
1.2 مليون مصري شاركوا في الحرب
وأوضح أن المصريين استمروا في المشاركة في الحرب العالمية الأولى لمدة أربع سنوات؛ واستقبلت مصر حينها 18 جيشا على الأراضي المصرية؛ ووفرت لهم الخدمات الإدارية والطبية واللوجستية؛ وشاركت مصر بمليون و200 ألف مصري في الحرب العالمية الأولى.
وأكد مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية؛ أن الجيش المصري شارك في الحرب العالمية الأولى وكان سببا في النصر؛ مؤكدا أن مصر بقواتها المسلحة لم تحارب إلا من أجل السلام ، وقدمت الكثير من أجل الإنسانية وما زالت تضحى بأرواح أبنائها من أجل صد الإرهاب الأسود.
الموسيقى العسكرية ومعرض للصور
وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى المصرى، وافتتح مساعد وزير الدفاع معرضا للصور والوثائق السرية التي رفع الحظر عنها من الأرشيف الوطنى البريطانى والفرنسى وكبرى الجامعات الأوروبية، التي توثق الحرب العالمية الأولى ومشاركة الجيش المصرى فيها.
وشمل المعرض مجموعة من الصور النادرة التي تحكى بطولات أقدم جيش نظامى عرفه التاريخ، وكيف حافظ على أركان الدولة المصرية وحضارتها وموروثاتها الثقافية، منذ عهد الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث، وقاتل على 3 جبهات في وقت واحد إبان الحرب العالمية الأولى، حيث قاتل سلطنة دارفور في الجنوب، وقوات السنوسى على الاتجاه الغربى، بالإضافة إلى هزيمة العثمانيين عندما حاولوا دخول سيناء.