قصة رجل محترم رحل أمس في الإسكندرية!
كان مسئولا كبيرًا في إحدى شركات القطاع العام الكبيرة.. تركها حزينًا على حالها وما آل إليه القطاع العام كله.. فقد رأى كيف أفسدت الحكومات المتعاقبة بالاشتراك مع عدد من رجال الأعمال في إفساد القطاع العام ليخسر عمدًا وعندما يخسر سيقتنع الناس بضرورة بيعه وعندئذ يباع بأبخس الأثمان، وقد تحقق ذلك ووقف المصريون يتفرجون على أملاكهم تباع أمام أعينهم ثم فاقوا بعد فوات الأوان فوجدوا أنفسهم شردوا في الشوارع بالمعاش المبكر.. وأملاكهم ضاعت في سوق العمولات والسمسرة!
كان يبحث عن عمل جماهيري كبير.. يعيد لمصر مسارها في التصنيع الثقيل ويعيد العدل الاجتماعي لشعبها.. ليس العدل الاجتماعي هو وجود تموين وسلع غذائية يحصل عليها الناس وإنما أيضًا فرص متكافئة للجميع في المجتمع الواحد يسمح للمتفوق بأن يلتحق بالكلية أو الوظيفة التي يستحقها طالما يستحقها.. يسمح لأبناء البسطاء الالتحاق بوظائف القضاء والخارجية والجيش والشرطة.. وطن فيه الجميع سواء..
لم يجد حزبًا ينضم إليه فكانت ملاحظاته تطول الجميع.. لكنه وجد انسجامًا مع حركة "23 يوليو الناصرية" قبل تجميد نشاطها المستمر حتى الآن وسريعًا سريعًا اعتبره عدد من أبناء الحركة والدهم ومارس هو دور الأب فعلا يستمع لمشكلاتهم ويثقون في طرحه لحلها فكان حنونًا وطيبًا وعلى خلق كريم وكان فخورًا جدًا بأولاده الحقيقيين وبابنته الطبيبة !
كان يأتي من الإسكندرية رغم ظروفه الصحية لأي مناسبة ولكل مناسبة وطنية.. كانت تسعده أجواء الالتفاف حول الحلم الغائب.. حلم مصر القوية العفية القائدة الكبيرة.. وشعب لا يعاني من أزمات ولا مشكلات.. إلا أن الآمال تأخرت ومعه تراجعت الصحة واعتلت.. وظل القلب الكبير يعاني ويعاني ومنع طبيًا من متابعة الأخبار وفيس بوك فعانى نفسيًا فلم يتأخر يومًا من دعم الدولة المصرية وكل مؤسساتها وأولها الجيش المصري العظيم !
ومنذ يومين رحل الأستاذ محمد هلال.. ووجدت العشرات يبلغوننا بالخبر غير مصدقين.. وحزن كل من يعرفه من أبناء الإسكندرية وصدم كل من عرفه في كل مكان.. وبكاه كل من عرفه عن قرب.. واليوم ننعيه وندعو له بالرحمة والمغفرة.. فليس ضروريًا أن نكتب عن مشاهير ونافذين وأثرياء.. المهم أن نكتب عن شرفاء حبوا وطنهم ربما أكثر جدًا ممن تولوا مواقع عليا فيها.. رحم الله الأستاذ هلال وألهم أسرته وأهله وكل محبيه الصبر والسلوان !