رئيس التحرير
عصام كامل

حاكموا شوبير والجبلاية وبريزنتيشن!!


فاز المنتخب على غانا ورد الاعتبار وتصدر مجموعته واقترب بشدة من الوصول للمونديال حتى نرتاح من هدف الكابتن مجدي عبد الغني.. وظهر الجمهور المصري بشكل ولا أروع ولا أجمل.. واحتفل الجميع بهذا الفوز بعد أن أثبتت كرة القدم أنها قادرة على تغيير المزاج العام للشعب المصري ولو لبضع ساعات.


وماذا بعد الفوز؟! أعتقد أنه لابد من فتح ملف كل ما أثير عقب المباراة بعدة أيام من اتهامات وخناقات وتبادل شتائم بين الإعلامي أحمد شوبير من ناحية وبين اتحاد الكرة وشركة بريزنتيشن من ناحية أخرى.. فما قيل وما شاهدناه لا يمكن السكوت عنه من الدولة.. فـشوبير اتهم اتحاد الكرة والشركة الراعية صراحة بإهدار المال العام بسبب منح حصرية المباراة إلى قناة "أون سبورت".. واتحاد الكرة رد برفع دعوى قضائية والشركة الراعية بصدد إعلان بيان رسمي.

فإذا كانت اتهامات شوبير وهمية لكونه كان يريد المشاركة في هذه الحصرية فلابد أن يحاكم.. وإذا كانت اتهاماته حقيقية فلابد أن يحاكم اتحاد الكرة والشركة الراعية.. أما إذا حدث ما يتوقعه الجميع بأن يتدخل الوسطاء لتضميد الجراح مستغلين فوز المنتخب، فهذا معناه أننا لا نعيش في دولة بل في عزبة.. عزبة خاصة يفعل فيها من يشاء كيفما يشاء في أي وقت.. فالحديث عن إهدار المال العام والتشكيك في الذمم لا يمكن أن يكون مكانة شاشات التليفزيون فقط ثم ينتهي بالصلح في الغرف المغلقة.. فما ذنب المشاهد الذي شاهد هذا الكم من الاتهامات والشتائم المتبادلة والسخرية والتلقيح بالكلام !

ما ذنب المشاهد في هذا الصراع الذي قيل عنه صراع مصالح بالملايين.. فهل حقًا اتحاد الكرة تسبب في إهدار المال العام أم أن شوبير يتجنى عليه؟ هذا هو لب الموضوع.. إذن لابد أن تتكشف الحقيقة للرأي العام بدلا من شغل "كيد النسوان" الذي نشاهده كل يوم وليلة.

والحديث هنا عن هذا الملف لا ينفصل تمامًا عن تجديد التأكيد أن ما حدث من قناة أون سبورت قبل مباراة غانا بأيام من نقل مباشر لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة كل تفاصيل معسكر المنتخب في برج العرب ليس له علاقة بالبحث عن مصلحة منتخب يمثل بلد يرغب في الوصول للمونديال.. فلا يمكن تفضيل الحصريات على المصلحة العامة.. وقد وضح حالة عدم الرضا للجماهير والمتخصصين مما حدث والحمد لله المنتخب فاز، ولكن هذا ليس معناه أن ما تم كان صحيح.. ولابد من مراجعته وعدم تكراره من جديد لأنه لا يمكن استخدام كل هذه الإمكانات المادية والتكنولوجية في الإضرار بمنتخب بلد!
الجريدة الرسمية