رئيس التحرير
عصام كامل

غرفة صناعة الباذنجان!!


تابع الجميع على مدى الأيام الماضية الحرب الكلامية والتلاسن بين مقدمي البرامج الرياضية شوبير ومدحت شلبي والحقيقة أثرت عدم التعليق حتى تهدأ الأمور، ولكني تساءلت: وما هو ذنب الجمهور في هذه الحرب؟ كل واحد يبحث عن مصلحته فقط وهو يدعي أن معركته للصالح العام.. الحقيقة أنها حرب مصالح، ولو قمنا بتبديل الأدوار لقام شلبي بنفس الدور الذي يلعبه شوبير وسيتقمص شوبير دور المدافع عن الشركة، وأنها حقوق يجب أن يراعيها الجميع.. والضحية هنا هو المشاهد المسكين الذي يجهد نفسه في معارك تافهة.


وطبعًا لا حس ولا خبر لغرفة صناعة الإعلام والتي أسميها "غرفة صناعة الباذنجان"؛ لأن ليس لها دور إلا إذا كان منع شخص من الظهور، والدليل فيما حدث في أزمة "الطيب _شوبير"، وبالتالي أصبح لزامًا على الدولة أن تكون لديها هيئة مستقلة لوضع حد لهذا الإسفاف لأنه للأسف تحولت البرامج الرياضية لوجبة من الإسفاف وليس لها دور سوى إفساد الذوق العام وتغذية نار الفتنة في التعصب بين الجماهير، وهنا اختفى دورها تمامًا، والأمر الثاني هو فتح الهواء لاستوديوهات التحليل التي أصبحت مملة وغاية في الرزالة، وعايز واحد يقولي يعني إيه ستوديو تحليل مباراة يستمر 12 ساعة بالتمام والكمال أو أكثر ؟ وهل أصبح هدف مثل هذه البرامج هو شغل الناس وصرفها عن أمور حياتها ؟!!

ياسادة: خطر هذه البرامج أخطر على الشباب من متابعة أفلام البورنو، ولن تكون هناك حياة رياضية طالما مثل هذه البرامج مستمرة وإقحام الجماهير في لعبة المصالح الشخصية.

وفي النهاية ورغم تقديري الكامل للثنائي أحمد شوبير ومدحت شلبي فإنني أنصحهما بضرورة الحد من ظهورهما اليومي والاكتفاء ببرنامج أسبوعي من أجل إتاحة الفرصة للشباب المقدمين والاكتفاء بما قدموه، وأعتقد أن هناك دورًا كبيرًا على الوكالات الإعلامية في ضرورة إتاحة الفرصة للشباب من أجل تنقية الإعلام من المصالح الشخصية؛ لأن هذه البرامج ظلمت أناسًا كثيرين وتدخلت في انتخابات لمصالح آخرين والتخديم على البعض، ولا تظهر الخلافات إلا عند تضارب المصالح.

يا سادة ليس من المعقول أن يسيطر هؤلاء على عقول شبابنا فضائيًا وإذاعيًا وكل شيء ولسان حالهم (وراكم.. وراكم)، ولكِ الله يا مصر!!

الجريدة الرسمية