رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة انصرف فيها الساحر !


عشر سنوات كاملة عاشها النجم الراحل محمود عبد العزيز متنقلا من دور إلى آخر من "البنات عايزة إيه" إلى "طائر الليل الحزين" و"حتى آخر العمر" و"الحفيد" ليتقدم لاختبار حقيقي في فيلم شهير لا نعرف لماذا يتجاهله النقاد ولا يتحدثون عنه رغم أنه العلامة الفارقة في الحياة الفنية للنجم الراحل.. كان دور "عبدون" في فيلم "وكالة البلح" هو فعليًا نقطة التحول الأساسية بين أدوار بسيطة ظريفة تعتمد على وسامة بطلها وخفة ظله قبل الاعتماد على موهبته وقدراته غير المكتشفة حتى تفجرها في دور صعب ومعقد وأمام الفنان الكبير محمود ياسين والنجمة الكبيرة نادية الجندي لفيلم عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ حولها السيناريست الكبير مصطفى محرم إلى فيلم أخرجه حسام الدين مصطفى وحقق نجاحًا أسطوريًا..


كانت أولى محطات محمود عبد العزيز مع هذه النوعية من الأدوار في العمل خادم لسيدة الوكالة الجميلة المتجبرة التي يحبها بجنون رغم العته الذي أصابه والعاهة التي يعاني منها حتى أنه يراقب علاقاتها وإلى أن ينتهي الأمر بمصرعها على يديه.. الفيلم إنتاج عام 1982 أي قبل 34 عامًا كاملة كان فيها نجمًا وسيمًا من المجازفة أن يقبل الدور وأمام فتى الشاشة الأول وقتها محمود يس وبأداء يجعل المشاهد يشك أن هذا الدور يقوم به الفنان محمود عبد العزيز فعلا ! 

ثم يتكرر النجاح أمام اختبار كبير في فيلم "البريء" لعاطف الطيب وأمام أحمد زكي.. ويكون الاختبار الثالث بعد الأول بعشر سنوات كاملة تقريبًا في فيلم "الكيت كات" ليعلن النجم الكبير عن نفسه وعن قدرته على النجاح بشكل كامل في الأدوار الصعبة لتتوالى الأدوار في "إبراهيم الأبيض" و"الجنتل" و"ليلة البيبي دول" و"سوق المتعة" وغيرها..

كثيرة هي الأدوار.. وكثيرة هي المآثر التي تحدث عنها كل من عرفه واقترب منه.. وكبيرة هي المساحة التي يمكن الحديث في حياة النجم الكبير الراحل من التدريس الجامعي الذي تركه من أجل الفن إلى الألم في الحياة الشخصية ورحلة المرض وبما يحتاج معه إلى مقالات ومقالات.. لكن تظل أدواره الوطنية في "إعدام ميت" و"رأفت الهجان" الباقيات الصالحات في حب الوطن وكان جديرًا معه ومعها تكريمه بنعي المخابرات العامة وعاصفة الدموع التي ودعته ولم تزل !
أبهرنا الساحر وأمتعنا ثم انصرف.. فإلى جنة الخلد بإذن ربنا !
الجريدة الرسمية