حامد جوهر.. رائد علوم البحار «بروفايل»
تمر اليوم ذكرى ميلاد حامد عبد الفتاح جوهر، أول مصري يعمل في مجال علوم البحار، والملقب بـ"ملك البحر الأحمر" أو "رائد علوم البحار".
وولد جوهر في 14 نوفمبر سنة 1907 بالدرب الأحمر بالقاهرة، وحصل على شهادة البكالوريا سنة 1925 من المدرسة الثانوية الملكية (الخديو إسماعيل فيما بعد).
بعد تخرجه
وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، التحق حامد جوهر بكلية العلوم في أول إنشائها، وتخرج فيها وحصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف الأولى سنة 1929، ثم حصل بعد ذلك على درجة الماجستير في فسيولوجيا الحيوان سنة 1932، وتابع البحث العلمي في كائنات البحر الأحمر، حتى حصل على درجة الدكتوراه في العلوم في هذا المجال.
وأنشأ متحفا به مجموعات تحتوي على معظم الحيوانات، والنباتات المعروفة في البحر الأحمر، كما أنشأ أيضا معهدا للأحياء المائيـة بالسويس.
المناصب التي تولاها
وكان معيدا بكلية العلوم،جامعة القاهرة عام 1929، ومساعد مدير في محطة الغردقة للأحياء المائية عام 1934، ثم مديرا لتلك المحطة، وذلك بعد تحويلها إلى معهد للأحياء البحرية، وأستاذا في الجامعة عام 1946.
وعندما بلغ سن المعاش عين مستشارا لوزارة البحث العلمي في مصر لشئون البحار، إلى جانب عمله كأستاذ علوم البحار بكلية العلوم بجامعة القاهرة.
إنجازاته على المستوى العربي
وأجرى حامد جوهر أول دراسة بحثية موسعة لدراسات البحار في مصر والعالم العربي، وأنشأ متحفًا بحريًا يضم مجموعات من حيوانات البحر الأحمر ونباتاته، كما أنشأ مكتبة تضم أغلب المراجع الأساسية لدراسة البحر الأحمر.
وعمل مستشارًا للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الدول العربية سنة 1970، وعضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1973، كما شارك في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها مجمع اللغة العربية، وأبرزها معجم البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة الذي استغرق إعداده 8 سنوات من عام 1976م وحتى عام 1984م، وشارك فيه بعض من كبار العلماء العرب.
على المستوى الدولي
وكان مستشارًا للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنظيم المؤتمر الدولي الأول لقانون البحار في جنيف عام 1958، واختارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1959 رئيسًا للجنة التخلص من النفايات النووية في أعماق البحار، كما كان عضوًا باللجنة الاستشارية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة.
وقام جوهر بزيارة بريطانيا بدعوة من جامعة كمبردج عام 1931، وزار كل مناطق الأحياء المائية في إنجلترا وفرنسا والنمسا وألمانيا، وزار أيضا اليابان وذلك بدعوة من إمبراطورها عام 1962.
برنامجه الشهير
وكان له برنامج تليفزيوني أسبوعي شهير يذاع على التليفزيون المصري كل يوم الجمعة يسمى "عالم البحار"، وقد استمر عرضه لمدة 19 عامًا منذ عام 1973 وحتى عام 1992، وكان يعرض أفلامًا عن مختلف الكائنات البحرية، ويقوم هو بالتعليق شارحًا الصورة ومعرفًا بالفصائل المختلفة وعاداتها وصفاتها، وكان له صوت مميز ارتبط بأذهان المشاهدين على مدى تلك الأعوام.
وساهم في نشر وتبسيط الثقافة العلمية في هذا المجال، ونال من خلال هذا البرنامج المرتبة الأولى كأحسن برنامج تليفزيوني لمدة ثلاث سنوات متتالية في استفتاء المشاهدين.
الجوائز التي حصل عليها
كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1974، وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1975، وعلي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1980.
وفاته
وتوفي الدكتور حامد عبد الفتاح جوهر عام 1992 عن عمر يناهز الـ 85 عاما بعد تاريخ حافل بالإنجازات العلمية في مجال علوم البحار، وليصبح نموذجا مشرفا يحتذى به في مصر وعلى المستويين العربي والعالمي.