رئيس التحرير
عصام كامل

مغاوري شحاتة خبير المياه الدولي: سنشعر بأضرار سد النهضة في 2017 ونصيبنا من المياه سينخفض

فيتو

>> تغيير المسئولين وراء كوارث السيول
>> أين ذهبت الـ 400 مليون جنيه المخصصة لمواجهة مخاطر السيول بسيناء

>> وزارة الرى ترفض جميع دراسات الخبراء وتقول إنها الجهة السيادية للمياه
>> عدم التنسيق بين المسئولين سبب غرق «رأس غارب»


"السيول يمكن أن تكون نعمة وليست نقمة".. حقيقة أكدها الدكتور مغاورى شحاتة، خبير المياه الدولي، مشيرا إلى أنها نعمة كبيرة غير مستغلة، ومصر لم تستغل هذا الخير، موضحا في الوقت ذاته أن السبب الرئيسى وراء حدوث كارثة "رأس غارب" يرجع إلى عدم التنسيق بين المسئولين المعنيين بالكارثة.
"مغاورى" في حواره مع "فيتو" كشف أنه تم تخصيص 400 مليون جنيه لمواجهة مخاطر السيول بسيناء لم تستغل بعد ولم يعرف أحد أين ذهبت هذه المبالغ المهولة!
"السيول" لم تكن الأمر الوحيد الذي تحدث عنه "مغاورى" حيث تطرق الحديث أيضا إلى الخطوات الواجب اتخاذها لتفادى الأمر حال حدوثه مستقبلا، إلى جانب تطويعه والاستفادة منه، وحول تفاصيل هذا الأمر وأمور أخرى كان الحوار التالي:


> بداية.. لماذا في مصر يتم التعامل مع السيول كونها “كارثة” في الوقت الذي تنتظرها دول أخرى؟
السيول ظاهرة طبيعية ممكن أن تكون نعمة لها فائدة، وممكن أن تكون كارثة كبرى، بمعنى أن السيول مياه عذبة تسقط في شكل أمطار غزيرة في لمح البصر، تسقط على أماكن محددة في مواسم محددة، ومعروفة جغرافيا أنها موجودة على سواحل البحر الأحمر ومنطقة شرق وادى النيل التي تمثل محافظات الصعيد، نتيجة وجود مرتفعات من الجبال وتسقط بشكل أمطار، جزء منها يسقط في جبال وادى النيل وجزء آخر في جبال البحر الأحمر على ما نسميه أحواض صرف طبيعية.

> كيف ترى تعامل الحكومة مع ظاهرة السيول الأخيرة برأس غارب؟
لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق بين المسئولين، مع اتخاذ قرارات شكلية لا تجدي، وكان من المفترض أن تعلن الوزارات المعنية عن برامج للاستفادة من السيول أو مواجهة أضرارها، لكن الحكومة كل ما تقوم به إطلاق تصريحات غير جادة.

> وهل توجد دراسات غير مستغلة عن السيول وكيفية الاستفادة منها؟
بالفعل فقد قمنا بدراسات بعدة مناطق في البحر الأحمر ووادى النيل، وأودعنا ما يُسمى بـ”أطلس السيول” بأكاديمية البحث العلمي، لكن لم يتم الاستفادة من هذه الدراسات على الإطلاق إذا كانت من الأكاديمية أو من الجهات العلمية.

> من واقع خبرتك.. هل مصر لا تمتلك إمكانيات مادية أو فنية لمواجهة أخطار السيول؟
يجب أن نعلم أنه تم تخصيص 400 مليون جنيه للتحكم في أمطار السيول في منطقة شبه جزيرة سيناء، وتحديدا في المنطقة الواصلة بين خليج السويس وخليج العقبة في المنطقة الواقعة بين العجمة والتيه، وهذه المنطقة يستحيل التحكم في مياه الأمطار أو السيول فيها، أين ذهب الـ400 مليون جنيه؟ باختصار هناك فوضى في هذا المجال وعدم تنسيق ويجب التحقيق في هذا الأمر.

> ولماذا لم يتم استغلال هذه الدراسات رغم أن مصر في احتياج كبير لمياه السيول؟
وزارة الرى دائما تقول إنها الجهة السيادية في المياه، ولا توافق أن يعمل لها أي شخص دراسة حتى وإن كان من الباحثين المتخصصين في المجال، والتنمية المحلية ترى أن السيول تخضغ لإداراتها، وغرف الأزمات والكوارث في كل الوزارات ترى أن السيول أزمة وكارثة خاضعة لها فقط لا يمكن لأحد التدخل فيها، فهو عدم تنسيق كبير بين المسئولين.

> ما الذي كان يجب أن تفعله الحكومة لتجنب مخاطرها أو الأخذ به خلال السنوات المقبلة؟
إذا كان من المقرر سقوطها على مواقع إستراتيجية فيجب تحويل مسارها في اتجاه بعيد، أو حفر حفارات ضخمة لتخزينها أو تصميم الطرق على أن تذهب المياه إلى البحر مباشرة أو عمل كبارى لإنزال المياه منها على مواسير ضخمة يتم تخزين المياه فيها لإنزالها إلى البحر أيضا، أو تخزينها في خزانات مياه جوفية.

> هل هذه السيول كانت تفيد مصر من أزمة سد النهضة التي ستحدث؟
إطلاقا، يجب أن يعلم الجميع أن إثيوبيا قامت ببناء سد النهضة لحمايتها من كوارث السيول وليس لحماية مصر، فهو مشروع للوقاية من أخطار السيول على الهضبة الإثيوبية، فهو مثل السد العالى ولا يفيد مصر على الإطلاق، إلا إذا حدثت سيول بصورة كبيرة سيمد مصر بـ3 مليارات متر مكعب في حال حدوثها.

> ما سبب تراخى المسئولين تجاه هذه الكوارث؟
ربما لعدم حدوث سيول بهذا الشكل كل عام، والسبب الأساسى هو تغيير المسئولين والمحافظين كل فترة قصيرة، وعدم الأخذ بما فعله كل مسئول سابق تجاه أي ظاهرة ومحاوله المسئول الجديد محو ما فعله المسئول السابق.

> هل توجد لجنة أو مؤسسة متخصصة في مواجهة السيول أو مخاطر الكوارث؟
بالفعل كانت قائمة لجنة تسمى “اللجنة القومية للتخفيف من آثار الكوارث” بأكاديمية البحث العلمي، وكنت أترأسها وتوقفت هذه اللجنة ولم أعرف سببا لتوقفها.

> ما القرار الذي كنت ستتخذه تجاه المسئولين المقصرين بكارثة السيول هذا العام؟
استكمل إجراءات دراسات السيول في مصر، تشكيل لجنة فورية من المتخصصين لاختيار لجنة من المتخصصين والمعنيين لوضع أطلس لصرف مياه السيول والأماكن الأكثر آمنا والأماكن الأكثر خطورة والمعرضة للسيول دون تمييز.

> ما فائدة الطمى الذي جاء مع السيول لمصر؟
من المفترض أن هذا الطمى به فائدة كبيرة لمصر وفيه خير، ولكن لم يتحقق الخير بعد ولن يتحقق.

> ما رأيك في سد النهضة وهل حديث صور الأقمار الصناعية أنه تم بناء 70% منه صحيح وأثره على مصر؟
سد النهضة خطر كبير على مصر لكنه أصبح أمرا واقعا، وسنشعر بأضراره في 2017 سيقل نصيب الفرد، ولكن ليس إلى النصف مثلما يقولون.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية