رئيس التحرير
عصام كامل

أمانة سائق تاكسي


شيء جميل يسعدنى أن الخير ما زال فينا وفي الناس وسيستمر إلى يوم القيامة وكل يوم نعرف أن كل صفة سلبية لا يمكن تعميمها على شعب كامل فيه الخير إلى يوم الدين إن شاء الله.


والدليل على كلامى هذه الواقعة:
وجد سائق تاكسى أمانة وأعادها إلى صاحبها بعد أن بحث عنه.. ترك عمله من أجل أن يرد الأمانة إلى أصحابها.. بل رفض أن يتقاضى حقه.. مع أنه حقه.

لك أن تتخيل شعور من فقد ماله، والخوف الذي يترتب على ذلك.. فقد يسجن أو حتى يخسر عمله.. بل عمره كله ويكاد يتسبب له في كارثة.. ذلك الموقف ترك حالة إيجابية ليس للأطراف المعنية فقط إنما لكل من سمع هذه الحكاية.. وستنتقل إلى الآخرين..

إن النماذج المشرفة التي ترغب في رضا الله قبل أن ترضى الناس هي النماذج التي ينبغي أن نعلم أولادنا ليصبحوا مثلهم وأن الحياة ليست غابة يعيش فيها الإنسان بل إن الحق موجود وأن الأمانة مازالت بيننا.

الأمانة هي التي يلتزم بها الأفراد مع الناس.. هي التي تدفع إلى وجود الثقة والاستقرار في المعاملات بين الناس.. وهذه الثقة يبنى عليها كل شيء في الحياة، فلا يمكن أن نتعامل مع إنسان فقد الأمانة والثقة معنا وإلا كانت الانعزال عنه أفضل فلا يجد من يعامله إلا من هم على شاكلته.

علينا أن نبرز القيم التي تربى عليها هذا الشعب مرة أخرى لترتقى المعاملات بيننا إلى الصورة التي تعطى الصورة اللائقة بمصر وأبنائها.. وهذه الصورة هي ما نريد جميعًا أن نرى عليها الجيل القادم.

أدعو الله أن يحفظ الناس ويحفظ مصرنا الغالية وترجع لها مكانتها التي تستحقها وسط الأمم بعمل أبنائها وإرادتهم نحو تحقيق صورة أجمل بإذن الله.
الجريدة الرسمية