رئيس التحرير
عصام كامل

«عملية نضيفة».. لترامب


الفنان سامي فهمي، واحد من الموهوبين الذين تركوا بصمة في الكوميديا الراقية قبل أن يهجر الفن، ويتفرغ لأعماله الخاصة في أمريكا.. وأبناء جيلي يتذكرون شخصية سلطان في مسلسل حكاية ميزو، وجملته الشهيرة "عملية نضيفة"..


وهو أحد الأصدقاء الذين أعتز بهم على صفحتي بـ"فيس بوك".. وليلة الانتخابات الأمريكية كتب بوستا يعزي فيه أنصار ترامب لسقوطه في الانتخابات، ويخاطب أنصار كلينتون التي وصلت إلى البيت الأبيض باعتبارهم مساندين لشخصية تدعم الإخوان والإرهاب.. كانت توقعاته أشبه باليقين أن هيلاري نجحت في السباق الرئاسي، رغم أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، ومتابع جيد للأحداث، وهذا الأمر عزز لديَّ قناعة أن فوز ترامب كان مفاجأة وعملية نضيفة بكل المقاييس.

ونفس الأمر تكرر مع الناشط والباحث المعروف مجدي خليل الذي كتب على صفحته ليلة الانتخابات، نفس معاني سامي فهمي وتعجب من وصول هيلاري الداعمة للحركات الإرهابية إلى البيت الأبيض.. وهو أيضًا يعيش في أمريكا، وفي قلب مراكز الأبحاث السياسية.

هي إذن مفاجأة للجميع.. وجاءت عكس توقعات استطلاعات الرأي لتؤكد حدوث تغييرات جوهرية في المجتمع الأمريكي، وطريقة قياس توجهات الناخبين خاصة في اللحظات الأخيرة التي تسبق عملية الاقتراع.

وما يهمنا الآن أن تنتبه الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتسلم السلطة في العشرين من يناير القادم، أن جماعات الإرهاب هي الخطر الحقيقي وأن الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها الولايات المتحدة عن عمد أحيانا وعن جهل في أحايين أخرى، أدت بنا إلى أوضاع خطرة تهدد استقرار دول الشرق الأوسط وأصبحت أمريكا وأوروبا في مرمى نيران هذا الإرهاب.

أما استفادة مصر من وصول ترامب للبيت الأبيض، فهي متوقفة على قوتنا وتماسكنا.. فأمريكا تتعامل مع الدول القوية بنوع من الندية وتبادل المصالح.. لكنها تطبق سياسات مختلفة تمامًا تجاه الدول الضعيفة.. وقوتنا تكمن في بناء مؤسسات فاعلة وليست شكلية.. وإطلاق العمل السياسي والحريات والمجتمع المدني ومحاربة الفساد والاعتماد على الكفاءات.. هنا فقط سنجبر أي إدارة أمريكية على التعامل مع مصر بما يليق بوزنها التاريخي والجغرافي والسياسي، وقدرتها الحالية على التأثير في الأحداث.
الجريدة الرسمية