عين شمس تمنح أمين عام "التعاون الإسلامى" الدكتوراة الفخرية .. و"أوغلى": مصر لها فضل علىّ
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى أكمل الدين إحسان أوغلي، أن مصر صاحبة أفضال كثيرة عليه، وأن جامعة عين شمس، الذى تخرج فيها عام 1966 ، بمثابة الأم" الرؤوم".
جاء ذلك خلال حفل التكريم، الذى أقامته جامعة عين شمس أمس الخميس، لمنح إحسان أوغلى درجة الدكتوراة الفخرية تقديراً لخدماته وإسهاماته التى قدمها طوال عمله أميناً عاماً لمنظمة لتعاون الإسلامى ، وذلك تحت رعاية وزير التعليم العالى الدكتور مصطفى مسعد ، ورئيس الجامعة الدكتور حسين عيسى.
وقال الأمين العام فى كلمته التى ألقاها أمام الاحتفالية "لئن سبق وأن عبرت عن امتنانى لمصر أم الدنيا لأفضالها على فإننى أكرر ذلك اليوم ، وأتوجه إلى جامعتى الأثيرة، جامعة عين شمس بأرفع عبارات الشكر والامتنان".
وأضاف "قضيت عشر سنوات فى حرم جامعة عين شمس ما بين كليتى العلوم والآداب ، وكانت لها أبلغ الأثر فى نفسى ، كما كانت ذات تأثير متنوع الجوانب على تكوينى العلمى والثقافى وتدريبى الأكاديمي".
وأفاد الأمين العام، بأن سنوات الدراسة فى كلية العلوم لم تكن مجرد سنوات دراسة وتخصص فى العلوم الرياضية والطبيعية على أيادى أساتذة أفذاذ على أعلى مرتبة من التخصص الدقيق ومواكبة التطورات الحديثة، بل كانت بالإضافة إلى ذلك التعليم الراقى سنوات تهذيب للخلق وصقل للمواهب..منوها بأن ما درسه فى جامعة عين شمس بالكيمياء والفيزياء يعادل ما كان يدرس فى أرقى جامعات العالم.
وقال "إن كلية العلوم بجامعة عين شمس منحتنى الكثير ، لكن هناك منحتين أعتز بهما طوال حياتى الأولى (الاهتمام بتاريخ العلوم) حيث أثار المرحوم الدكتور عبدالحليم منتصر فىّ هذا الاهتمام فى سن مبكرة وظل هذا الاهتمام طوال دراستى للعلوم وتخرجى ودراسة الماجستير والدكتوراة وما بعدها متخصصًا فى الكيمياء العضوية يشكل اهتمامًا موازيًا ".
وتابع "تحولت من ميدان العلوم إلى التاريخ وأسست أول قسم لتاريخ العلوم فى اسطنبول، وأسست جمعية تاريخ العلوم فى تركيا وأصبحت أول مؤرخ علوم مسلم يرأس الاتحاد العالمى لتاريخ العلوم وفلسفتها".
أما المنحة الثانية وفقًا لإحسان أوغلي، فهى تلك العلاقة الخاصة برجل فريد فى علمه رفيع فى خلقه قوى فى همته الدكتور عبدالحافظ حلمى محمد مضيفاً: "فهو لم يدرسنى حيث كان أستاذًا لعلم الحيوان ..ولم أكن قد اخترت هذا العلم من بين الأربعة علوم التى اخترتها فى السنة الأولى ، ولكن العلاقة الخاصة التى جمعتنى به كانت علاقة مودة واحترام دامت عقودا طويلة من الزمان حيث جمعتنا مناسبات أكاديمية دولية ، كما كنت أتحين الفرصة للقائه ، رحمه الله وكل أساتذتنا الأفاضل وجزاهم عنا خير الجزاء".
وحول علاقته بكلية الآداب جامعة عين شمس، نوه الأمين العام بأن والده - رحمه الله - كان أحد مؤسسى الدراسات الشرقية بالكلية وكان أستاذا للغة التركية وآدابها ، قائلا "إن الكلية انتدبتنى للتدريس بها من العام 1966 وحتى 1970 بعد أن تأكد لها تمكنى من اللغة التركية وآدابها".
ومن جهته قال وزير التعليم العالى الدكتور مصطفى مسعد فى كلمته خلال حفل التكريم إن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى شخصية يفخر ويعتز بها كل مسلم وكل إنسان فى العالم ، وأن منحه درجة الدكتوراة الفخرية من عين شمس يأتى تقديرًا لمجهوداته فى تعزيز العمل الإسلامى .
وأضاف مسعد" إن إحسان أوغلى هو مواطن مصرى بالمولد والنشأة ويحمل وسام الامتياز ثم وشاح النيل الذى منحه إياه الرئيس محمد مرسى خلال القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة فى 7 فبراير الماضى ..فهو مواطن شرف بالدرجة الأولى وبامتياز من كل الدول العربية والإسلامية".
وتابع "إن إحسان أوغلى يعد نموذجًا ينبغى أن يكون عليه كل إنسان مسلم، فهو راسخ بالدين وطاقة جبارة، قضى حياته مهمومًا بقضايا الإسلام والمسلمين، وتجسد ذلك أيضا فى أعماله الأكاديمية ودراساته عمليًا ومهنيًا، استطاع أن يوجد آفاقًا للعمل الإسلامى المشترك إضافة إلى تطوير فاعل لكل المؤسسات المنبثقة عن المنظمة وتوطيد العلاقات بين الدول الأعضاء".
ونوه مسعد بكتاب الأمين العام "العالم الإسلامى وتحديات القرن الجديد" الذى لاقى ترحيبًا وحفاوة على المستوى العالمى والعربى والإسلامى والذى كتب مقدمته الرئيس محمد مرسي، منوها فى هذا الإطار بحفل التكريم الذى أقامته جامعة الدول العربية بالتعاون مع دار الشروق الثلاثاء الماضى بمناسبة صدور هذا الكتاب باللغة العربية.
ودعا وزير التعليم العالى كل علماء الأمة وباحثيها للتعامل مع هذا الكتاب لمؤلفه إحسان أوغلى، الذى وصفه بالشخص النبيل، لخدمة الأمة الإسلامية وشعوبها كى تعود مجددا رائدة إلى العالم.
وأضاف رئيس جامعة عين شمس الدكتور حسين عيسى إن إحسان أوغلى شخصية دولية مرموقة أسهم فى المد بين الثقافات ويعد ابنا غاليا للجامعة ، وهذه الاحتفالية وهذا التكريم يأتى اعترافا من الجميع بدوره فى رفع شأن الشعوب الإسلامية وخدمة العالم الإسلامى ، حيث أحدث نقلة نوعية مهمة بمنظمة التعاون منذ توليه منصبه فى العام 2005 وحتى الآن.
وفى الختام ، تلا الدكتور عيسى قرار مجلس الجامعة رقم 16 بمنح إحسان أوغلى درجة الدكتوراة الفخرية مع مرتبة الشرف لجهده نحو رفعة الشعوب الإسلامية.