رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب الرئيس.. وترامب المرشح!


يطمئن كثير من المحللين نفسه الآن بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، بأن الرئيس المنتخب سوف يختلف عن المرشح الذي يخوض منافسة شرسة للفوز بأصوات الناخبين، وذلك على غرار ما فعله هؤلاء المحللون من قبل بطمأنة أنفسهم باستطلاعات الرأي التي كانت ترشح هيلاري بالفوز في هذه الانتخابات.. ويحاول هؤلاء أن يجدوا في بعض التصرفات والأقوال سواء لترامب أو لشخصيات في حملته ما يعزز ما يأملون فيه، وهو احتواء المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة رئيسها الجديد رقم 45، مثل توقف ترامب عن الإساءة لأوباما وهيلاري وتقديم التحية لهما، ومثل تراجع ترامب عن إلغاء نظام التأمين الصحي لأوباما كله، والاكتفاء بتعديلات عليه، ومثل استعداده للتعاون مع الجميع في العالم، وأيضًا مثل رفع بعض تصريحاته العدائية ضد المسلمين لبضعة ساعات من على موقعه.


لكن هؤلاء يفترضون أساسًا أن ترامب جاء على غير هوي القوى النافذة والمتحكمة في الولايات المتحدة، وهذا فرض غير صحيح.. وهذا يعني أن جوهر ما تبناه ترامب خلال حملته الانتخابية في الأغلب هو ما تريده وتوافق عليه هذه القوى.. وأقول الجوهر هنا لأن الحملات الانتخابية تفرض أمورًا على أي مرشح لجذب أصوات الناخبين له وحجبها عن منافسه.. وترامب لجأ إلى أن يكون مثيرًا ومستفزًا وصادمًا في كلامه وتصرفاته من قبل لأن ذلك أتاح له فرض نفسه على الناخبين الأمريكيين وجذب انتباههم مبكرًا له خاصة أنه كان يخوض أولا منافسة شرسة ضد حزبه ثم ضد البيت الأبيض كله رئيسًا ونائبًا ومستشارين.

ومثلما أخفى معظم الناخبين الأمريكيين أنهم سوف يمنحون أصواتهم لترامب فإن القوى النافذة والحاكمة أخفت هي الأخرى تأييدها بل اختياره رئيسًا لأمريكا باستثناء بعض الشخصيات التي تنتمي إليها، مثل مدير المخابرات العسكرية الذي استقال وانضم لحملة ترامب الانتخابية ويتم تداول اسمه كمرشح لتولي منصب في إدارته.. وحتى الذين جاهروا برفض ترامب تغيرت مواقفهم الآن داخل الحزب الجمهوري.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية