رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب وريجان!


لطمأنة أنفسهم وطمأنة غيرهم من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وهو عارٍ من أية خبرة سياسية يستدعي البعض تجربة ريجان كرئيس للولايات المتحدة.. فهو كان مجرد فنان أو ممثل نصف مشهور يفتقد أيضا الخبرة السياسية ومع ذلك يصنف في تاريخ رؤساء أمريكا بأنه من أفضلهم وأقواهم وأنجحهم، فهو الذي مكن الولايات المتحدة من الانتصار في الحرب الباردة ومكنها أن تكون هي القوة العظمى الوحيدة أو القطب الوحيد في نظام عالمي جديد.


لكن هؤلاء نسوا أن ريجان لم يظهر فجأة على السطح السياسي في أمريكا، بل كان مثل العديد من رؤساء أمريكا تربطه علاقة وثيقة مع جهاز المخابرات الأمريكية في شبابه.. أي أنه مثل كل الرؤساء في أمريكا جاء مدعوما بالقوى النافذة والمتحكمة والمسيطرة في الولايات المتحدة.. هذه القوى هي التي تختار ما يناسب أمريكا من الرؤساء كما ترى هي ذلك وهي التي تقدمه في الصورة المفيدة له إلى الناخبين في كل وقت.

والرئيس المنتخب الجديد لأمريكا ترامب ليس استثناء من ذلك.. صحيح أنه حرص على أن يقدم نفسه باعتباره مرشحا لا صلة له بالطبقة السياسية وركز على ذلك في حملته الانتخابية، وكان ذلك مفيدا له في كسب العديد من أصوات الناخبين.. ولكن لا يعني ذلك أن ترامب لا يلقى رضا بل وتأييد ودعم القوى النافذة والمتحكمة في أمريكا.. وإذا كان مفهوما أن نستنتج رضا المؤسسة العسكرية على ترامب من خلال تتبع الخلافات التي ثارت بينها والرئيس الأمريكي الحالي أوباما وتخوفها من أن تسير هيلاري على خطاه إذا صارت أول رئيسة لأمريكا، فإنه ليس صعبا أيضا أن نستنتج تأييد المؤسسة الأمنية والمخابراتية لترامب أيضا، ورفضها لهيلاري التي كان وجودها يعد استمرارا لسياسات أوباما الذي كان يضرب عرض الحائط بنصائح تلك المؤسسة، كما أن ترامب يؤمن بأفكار يعتنقها أبناء في المؤسسة الأمنية خاصة تجاه السود والأجانب.

ولذلك فإن الرئيس المنتخب ترامب سوف يتصرف طبقا لما تراه هذه القوى النافذة وإن خرج على ذلك لن يستمر في الحكم، والذين جيشوا الرجال البيض الأمريكيين للتصويت لترامب يستطيعون استثمار الغاضبين من انتخابه للإطاحة به.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية