رئيس التحرير
عصام كامل

سر فوز ترامب


ترامب أول رئيس أمريكى من بين 45 رئيسًا في حياة أمريكا تنطلق تظاهرات ضده، يرفض فيها المتظاهرون الاعتراف به رئيسًا ويهتفون أنه ليس رئيسًا.. لكن الآلاف الذين خرجوا للتظاهر ضده لليوم التالى على التوالى، والملايين الرافضين له ولم يخرجوا، ليسوا هم الملايين الذين انتخبوه وجاءوا به إلى البيت الأبيض ليتولى رئاسة أمريكا لنحو أربع سنوات قادمة تنتهى في بداية عام 2021.


فطبقًا لتحليل النتائج التفصيلية للانتخابات الأمريكية فإن الذين جاءوا بترامب رئيسًا هم الرجال البيض الأمريكيــون الكبار في السن الذين تزيد أعمارهم على 45 عامًا، وخاصة في الريف والضواحى من الكاثوليك والبروتستانت، وهؤلاء كانوا يمثلون أغلبية الذين أدلوا بصوتهم، حيث تمثل نسبتهم 70% من الأمريكيين الذين شاركوا في الانتخابات.. فهو حاز على أصوات 58% من البيض مقابل 37% لهيلارى و53% للرجال مقابل 51% لهيلارى و53% لمن هم فوق سن 45 عامًا، وفى ذات الوقت لم يخسر أصوات النساء المشاركات في التصويت رغم كل ما أثارته حملة هيلارى ضده بخصوص احتقاره للنساء.. فقد تمكن من الحصول على أصوات 42% من النساء المشاركات في التصويت مقابل 54 % لهيلارى.

كما أنه فاز بأغلبية أصوات أهل الريف والضواحى، حيث سجلت نسبة هذه الصوات على التوالى 62%، 50%.. كذلك حصل على 58% من أصوات البوتستانت و52% من أصوات الكاثوليك، وكلا المؤسستين الدينيتين لهما ترفضان مواقف هيلارى والديمقراطيين في بعض القضايا مثل حقوق المثليين والسماح بالإجهاض.

وهكذا لقد نجح ترمب فيما أخفقت هيلارى في حث الناخبين المؤيدين له أو الرافضين هيلارى على الخروج والتصويت له، بينما أخفقت هيلارى في حث الناخبين الرافضين ترامب على الخروج لتأييدها انتخابيًا.. وهذا ما ظهر جليًا في تراجع نسبة تصويت الشباب الذين أثر أغلبهم فى مقاطعة الانتخابات وعدم منح أصواتهم لأى من المرشحين.. ولذلك فاز ترامب في النهاية.. ولكن لا يجب أن يتخيل أحد أنه فاز بجهده وحده منفردًا، وإنما كان هناك من يساعده.. وهذا ما نتحدث عنه غدًا. 
الجريدة الرسمية