رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب ونبوءة الصيف!


في الصيف قبل الماضي أي في عام 2015 تنبأ الكاتب الأمريكي الشهير مايكل مور، بأن دونالد ترامب سوف يكون هو مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم أنه كان يواجه عددًا كبيرًا من المنافسين.. وعندما تحققت هذه النبوءة مجددًا كتب مايكل مور في مقال له في 21 يوليو هذا العام إن ترامب سوف يفوز في هذه الانتخابات الرئاسية، وسيكون رئيسًا للولايات المتحدة، رغم أنه يتمنى ألا يحدث ذلك.


لكنه كان يرى أن ثمة خمسة أسباب مهمة موقنًا بأن ترامب هو الرئيس رقم 45 لأمريكا.. وبطريقته الروائية شرح هذه الأسباب الخمسة التي تتمثل في:

أولا: تركيز ترامب على ما سماه "مور" الولايات الأربع الزرقاء العاجزة عن صد البحيرات العظمى «ميشيجان - أوهايو - بنسيلفانيا - روسيكونس»، والتي تضمن له أكثر من خمس «64» الأصوات التي يحتاجها من المجمع الانتخابي للفوز..

وقد خاطب ترامب هموم ومخاوف وطموحات أغلب الناخبين فيها، وسعي لاإناعهم بالخروج يوم الانتخابات للتصويت له.. لذلك اهتم بتحذير أصحاب شركة فورد بغلق مصنع لهما في ميتشيجان، وشركة آبل لاعتمادها على الهواتف المصنوعة في الصين.

ثانيا: عدم استعداد الرجل الأبيض الأمريكي في الأغلب أن تتولي سيدة رئاسة أمريكا، خاصة بعد أن تحمل رجلا ملونا لنحو ثمانية سنوات حتى الآن، وخاصة إذا كانت هذه السيدة بأفكارها وآرئاها قد تفرض عليه في نهاية المطاف «منح الحيوانات نفس أو ذات حقوق الإنسان»، كما قال مور ذلك ساخرا..

ثالثا: افتقاد المرشحة المنافسة لترامب الثقة ليس بين الجمهوريين، بل حتى لدى قطاع من الديمقراطيين ناهيك عن عموم الناخبين، وهذا ما أكده استطلاع للرأي كشف أن ٧٠٪ من الأمريكيين يرون أن هيلاري كلينتون غير جديرة للثقة.

رابعا: عدم حماس من أيدوا وناصروا منافس هيلاري داخل الحزب الجمهوري ساندرز للتصويت لها، وحتى إن صوتوا لها لن يتحمسوا لبذل جهد لإقناع آخرين بالتصويت لها وأغلب هؤلاء من الشباب.

خامسا: الغضب الأمريكي تجاه «نظام سياسي معطوب» والغاضبون كل ما يهمهم في البداية كما نقل مور عن سائق تاكسي هو"زعزعة الوضع القائم" وذلك لا يتم بالطبع بانتخاب هيلاري وإنما بانتخاب ترامب.. وهنا استدعى مور واقعة اختيار ناخبي ولاية بتسوانا في التسعينيات مصارعا، وليس رجل دولة ليكون حاكما للولاية.

ولهذه الأسباب الخمسة تنبأ مور بأن ترامب سوف يفوز في الانتخابات الرئاسية على عكس كل التوقعات التي كانت تشير إلى فوز هيلاري، وهو التنبوء الذي كان يشاركه فيه أحد أصدقائي هنا في مصر، خاصة وأن مور كان يعي مبكرا أن من سوف ينجح في إخراج أكبر عدد من الناخبين من منازلهم يوم الانتخابات للتصويت له هو الفائز، وهذا ما توفر لدى ترامب.. وربما كان ذلك يفسر لماذا أخفقت كل استطلاعات الرأي الأمريكية فهي رصدت مواقف من سيخرجون ومن لن يخرجوا من منازلهم.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية